* ظاهرة انتشرت بشكل رهيب في المجتمع وهم المدعون ومحترفو النصب باسم الإعلام.. فعندما تذهب لأي مصلحة حكومية أو أي مكان يتعلق بمصالح المواطنين لابد وان تصطدم بأحد المدعين الذين يدعون زورا وبهتانا بأنهم اعلاميون أو صحفيون والاغرب عندما تجد المسئول سواء بالحي أو المحافظة أو الهيئة الحكومية يستقبله استقبال الفاتحين برغم علمه المسبق ان هذا الشخص الذي يتردد عليه لا يمت بأي صلة للصحافة أو الاعلام وان كل مؤهلاته لا تتعدي المؤهل المتوسط وان ما يحصل عليه من صور وتصريحات للمسئول مصيرها صفحته الشخصية علي الفيس بوك لأنه لا يعمل في أي وسيلة اعلامية.
الغريب ان هذا المدعي يستطيع أن يفعل ما يريد داخل المصلحة أو الهيئة التي يتردد عليها نظرا لتفرغه الدائم وبعد أن يري الموظفون استقبال رئيس المصلحة له وبالتالي تبدأ سلسلة المصالح تتوالي والتي تتحول في أحيان كثيرة إلي نوع من الابتزاز للبعض بدعوي انه علي علاقة بمسئولي الحي أو المحافظة.. بل وامتد الأمر إلي السطو علي بعض الجرائد القومية الشهيرة بأخذ "اللوجو" الخاص بها وعمل موقع إلكتروني بنفس الاسم حتي يعطي هذا النصاب لنفسه الحق في دخول المصالح والهيئات الحكومية بسهولة وساعد علي ذلك عدم التحرك السريع لهذه الجرائد أو اكتشافها بسهولة.. والاغرب أيضا هو ما يحدث في بعض القنوات الفضائية والتي يطلق عليها قنوات بير السلم والتي تمارس النصب بشكل علني أمام أعين الجميع حيث يقوم صاحب القناة باستئجار تردد علي القمر الصناعي نورسات والذي يعمل في نفس مدار النايل سات وبالتالي قنواته تصبح مشاهدة بشكل جيد علي النايل سات وطبعا سعر تأجير التردد يكون بسيطاً جداً مقارنة بأسعار النايل سات ويقوم صاحب القناة باستئجار شقة أو يقوم ببث برامجه من أي مكان في مصر ولأنه يبحث عن المكسب السريع لتغطية ما دفعه في تأجير القناة وتحقيق مكاسب أخري يقوم بتأجير ساعات من بث القناة لمن يدفع وطبعا امام هذه العروض تلاقت أهداف بعض النصابين مع بعض أصحاب القنوات فراحوا ليستأجروا منهم ساعات بث بدعوي تسويق القناة لمن يدفع ومن هنا وجدنا من ليس لهم صلة بالاعلام أصبحوا مذيعين وإعلاميون والناس تراهم علي تلك القنوات ولا يعرفون كواليس أو خلفيات ظهورهم علي الشاشة وبالتالي راح البعض يصدقهم ويقتنع بأنهم إعلاميين ونسوا أو تناسوا سيرتهم الأولي أو مهنهم السابقة.. بل وراح بعضهم يستغرق في النصب بعمل نقابة للإعلاميين بعيداً عن النقابة الأصلية.. وبالتالي اختلط الحابل بالنابل وتاه الصحفيون والإعلاميون الحقيقيون وسط المدعين دون ان يكون هناك تحرك قوي وفعال من المسئولين بنقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس لحماية المهنة من الدخلاء والمدعين والنصابين ومع انشاء الهيئات الاعلامية الثلاثة المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة قلنا ان الأمور سوف تنضبط وان المهنة وجدت من يحميها ويدافع عن أصحابها ولكن للأسف مازال الوضع علي ما هو عليه ومازال المدعون يمارسون عملهم بكل حرية وأريحية لتصبح مهنة الإعلام والصحافة هي المهنة الوحيدة التي أصبحت مهنة من لا مهنة له فالطبيب لا يمكن ان يدعي أحد غيره انه طبيب وكذلك المهندس والمحامي وغيرهم أما الصحفي فلا يوجد من يحميه.. وبالتالي أصبحت المؤسسات الإعلامية مطالبة بحماية المهنة وعلي المجلس الأعلي للإعلام حصر القنوات الفضائية التي تبث من أقمار أخري وتستأجر أماكن لها داخل مصر ومراجعة العاملين فيها ومدي صلاحيتهم للعمل الإعلامي.. وعلي نقابة الإعلاميين والصحفيين التدقيق فيمن يمارس المهنة واتخاذ موقف حاسم حيال هؤلاء المدعين.. وإنا لمنتظرون.