جلال دويدار
إسقاط سوريا «للفانتوم» الإسرائيلية أصاب تل أبيب بالصدمة والانكسار
هل يمكن أن يكون هناك فُجر وعدوانية فاحشة تفوق سلوكيات إسرائيل حيث يعد هذا السلوك من لزومياتها منذ تأسيسها؟. إنها واستنادا إلي حماية ورعاية أمريكا التي تشمل تسليحها بأحدث ما تزخر به ترسانتها الحربية.. تعتبر نفسها فوق أي نقد أو محاسبة لما تقدم عليه من أعمال إجرامية.
ما صدر عن مسئولي هذه الدولة كرد فعل علي نجاح المقاومة السورية في إسقاط إحدي طائرات سلاح جو ها من طراز فانتوم ١٦ يجسد حالة الاحباط الذي أصابها. جري ذلك بعد أن حاولت هذه الطائرة الإغارة علي أحدالمواقع السورية الاستراتيجية قرب دمشق وتم اعتراضها بالصواريخ وإسقاطها. كان من حسن حظ اسرائيل سقوط الطائرة داخل منطقة الجولان المحتلة وبالتالي نجاة طياريها من أسرهم بواسطة السوريين.
في أعقاب هذا الإنجاز العسكري السوري الذي يحدث لأول مرة منذ فترة طويلة انطلقت التهديدات الإسرائيلية التي لا تفسير لها سوي إنها تعبير عن الصدمة والهلع. هذا الامر دفع رئيس وزراءاسرائيل نتنياهو ومسئوليه توجيه الاتهام لإيران بأنها وراء هذه العملية. جاء ذلك علي أساس تعّود هذه الدولة العدوانية.. تنفيذ غاراتها الجوية علي كل المناطق السورية دون أن يكون هناك أي رد فعل.
هذا الهذيان الناتج عن صدمة ودهشة هؤلاء المسئولين الاسرائيليين لعملية اسقاط الطائرة اف١٦.. راجع إلي أن هذا الطراز من الطائرات يعد درة سلاحهم الجوي. لم يكن غريبا أن تعقد الاجتماعات في اسرائيل علي المستوي الوزاري والعسكري لبحث آثار وتداعيات ما حدث علي استمرار زعمهم بالتفوق في هذا المجال.
ليس خافيا أن السكوت والعجز تجاه العدوانية والقرصنة الاسرائيلية هو أحد الاسباب الرئيسية وراء رفضها وتعنتها تجاه التوصل إلي تسوية سلمية مع الفلسطينيين تعيد لهم بعض حقوقهم السليبة. إن نظرة علي التطورات السياسية علي الساحة الدولية وما طرأ عليها من تغير إيجابي لصالح الفلسطينيين في السنوات الأخيرة.. يؤكد أن هذا الوضع غير المقبول لا يمكن أن يستمر. كل المؤشرات تقول.. أنه لابد من أن تكون هناك نهاية لهذا التجبر وهذا الاجرام الذي ما كان يمكن أن يكون له وجود بدون التشجيع والدعم والمساندة الامريكية.
المؤكد أن اسرائيل وبعد حادث سقوط الفانتوم سوف تفكر مرة ومرتين قبل الاقدام علي تكرار مثل هذه الغارات التي كانت في السابق بمثابة نزهة. تفاخر هذا الكيان بقدرته علي العدوان دون ردع.. كان مشجعا له علي مواصلة سياسة الاستهتار وعدم المبالاة.