أشرف العشرى
فكروا ألف مرة قبل الهروب إلى مصر
اختيار التوقيت مهم للغاية وكان ضروريا وملحا وتحديد ساعة الصفر كان أيضا موفقا ناهيك عن أن انطلاق العمليات العسكرية وبتلك الجاهزية لكل أفرع ووحدات القوات المسلحة لتغطى سماء وأرض وبحر فى توقيت واحد بحضور مساندة وانتشار أمنى لقوات الشرطة كل محافظات الوطن كان مبهراً وعبقرياً.
كل هذا الاستعداد والحضور لانطلاق العملية العسكرية الكبرى الشاملة سيناء 2018 لم يكن وليد اللحظة أو كان ملزماً ومرتبطاً بانتهاء فترة المهلة التى حددها الرئيس السيسى لرئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازى وتقترب نهايتها هذا الشهر.
بل على العكس الأمر كان أكبر وأوسع وأشمل من كل ذلك يبدو ويظهر ذلك جلياً فى حجم التحضيرات والاستعدادات والجاهزية وسرعة الانتشار والتعامل مع الإحداثيات العسكرية بحرفية عالية حيث الأهداف وصيد فرق الإرهابيين ومناطق تمركزهم كان محدداً بدقة متناهية. مجمل التحركات على مسرح العمليات عبر انتشار وتوزيع طلعات الطيران بهذه الكثافات والحضور فى مناطق عديدة لتغطى سماء الوطن ومناطقه الجغرافية فى توقيت واحد والدفع بمجاميع القوات البرية وبهذا الانتشار فى وسط وشمال سيناء ودلتا مصر والظهير الصحراوى فضلاً عن هذا الانتشار البحرى للقوات البحرية والأكبر من نوعه منذ حرب أكتوبر يؤكد ويشير إلى أن التحضيرات استغرقت السنوات الماضية استعداداً لهذه اللحظة بعد توافر المعلومات الدقيقة والاستخباراتية البالغة السرية للأجهزة السيادية.
حيث أتصور أن خريطة الوطن فردت فى غرفة العمليات من قبل قادة هذه الملحمة العسكرية وتم رصد الأهداف والمرامى بدقة فصدرت التعليمات بضرورة التفات الجميع إلى ساعاتهم انتظارا لساعة صفر صباح الجمعة الماضى. انطلاق عمليات تطهير وتنظيف ربوع مصر من فرق الارهاب الجوالة عبر تكتيكات وبطولات القوات المسلحة حاليا فى عملية سيناء 2018 تؤكد صدقية وصواب رؤية السيسى والوفاء بوعده بشأن مقاتلة ومنازلة ودك جحور هؤلاء الإرهابيين عبر القوة الغاشمة للقضاء عليهم قضاء مبرماً حيث الرجل وعد وتوعد أمام الجميع فى الداخل والخارج وها هو قد فعل ذلك اليوم حيث تهديداته ورسائله كانت بالغة الأهمية لم يدرك البعض أهميتها وتوقيتها إلا بعد أن نفد صبر المصريين من جراء بؤر الارهاب فى سيناء ووقوع عمليات إرهاب متنقلة هنا وهناك فى الوادى بهدف لفت الانتباه أو تحقيق انتصارات إعلامية وجلبه وشوشرة للتشويش على إنجازات ونجاحات الدولة طيلة السنوات الثلاث والنصف الماضية وهى كانت ومازالت كثيرة الأمر الأكيد الذى يسعد الغالبية إن لم يكن كل المصريين أن الرئيس وعد بضرب وإنهاء مجاميع وفرق الإرهاب فى مصر واستئصال شأفته نهائياً وإنهاء خطرهم ليقضى على ثقافة الموت التى أدمنتها تلك الجماعات ويكرس ثقافة الحياة التى يحبها ويرغبها المصريون وها هو الرجل قد أوفى بوعده. حيث فى تقديرى أن تلك الملحمة العسكرية الرائدة الآن لن ولم تتوقف أو تعود تلك القوات المسلحة بكل أعدادها وقواتها وأسلحتها وعدتها إلى ثكناتها قبل أن تكتب المشهد الأخير فى الفصل الأخير فى دراما الإرهاب البغيض.
وفى المقابل هناك عدة رسائل سياسية وعسكرية بالغة الأهمية أرادت مصر والقيادة السياسية أن تبعث بها أيضا للخارج سواء دولا أو أجهزة أو قادة لتنظيمات إرهابية كبرى تتولى دول فى المنطقة تمويلهم وتوجيههم وتحديد الخطط والأهداف وتدفع بهم إلى أتون معارك الإرهاب وأولى هذه الرسائل إلى تركيا بعد إشكالية التصريحات السخيفة لوزير خارجيتها بشأن تقسيم الحدود البحرية المصرية القبرصية وحقول الغاز المصرى حيث كانت العمليات العسكرية المصرية هذه حاليا فى البحر والجو رسالة إلى أردوغان وحكومته مفاداها ومضمونها عليك بالتوقف فوراً عن مثل هذه الترهات والامتناع عن الحديث عن حدود مصر البحرية. وثانية وثالثة الرسائل للدول والأجهزة وتنظيمات الإرهاب الكبرى كداعش والقاعدة وغيرها من الإرهابيين عليكم أن تفكروا وتعدو للمائة قبل أن يرد على خاطركم التفكير فى الحضور إلى سيناء أو على مقربة من الحدود المصرية حيث نيران القوات العسكرية المصرية حارقة ومدمرة وفتاكة لكل من يرغب أو يريد الحضور أو نقل إرهابه إلى الأراضى المصرية وكذلك الحال لكل من يمول ويخطط ويوفر الحاضنة والملاذات لهؤلاء الإرهابيين حيث رسالة مصر واضحة الآن تؤكد من خلالها أن قواعد اللعبة مع الإرهاب ودوله الراعية قد تغيرت بالكامل وبالتالى عليكم أن تفكروا مئات المرات قبل تمويل أو رعاية أو الزج بهؤلاء الإرهابيين إلى الأراضى المصرية فلا تحضروا وغيروا الوجهة ولا تقتربوا من الحدود فالقادم أسوأ ونيران حارقة ومهلكة وجيش جرار احترافى فى انتظاركم فهل وصلت واستوعبت الرسائل العسكرية المصرية الحالية للجميع فى الداخل والخارج؟!!.