رغم أنه لا قيمة للهراء الذى يصدر عن قنوات الفتنة والتحريض بفضل نضوج الوعى لدى غالبية المصريين بعد الذى ذاقوه من مرارة السنوات العجاف فإن علينا ألا نتجاهل احتمالية أن يصنع بعض هذا الهراء بقعا من الضباب الذى يحجب الرؤية ويثير قدرا من الحيرة فى النفوس المترددة.

ومن بين أسوأ وأحط ما ينطقون به من هراء يستفز مشاعر غالبية المصريين هو الزعم الكاذب بأن القوات المسلحة تسعى لاحتكار السوق الاقتصادية من خلال تعدد مشروعاتها الخدمية والإنتاجية متجاهلين طبيعة الظروف الاستثنائية التى عاشتها مصر فى السنوات العجاف الأخيرة والتى لم يكن بمقدور مصر أن تتجاوزها لولا هذا الدور الاستثنائى الذى تحملته القوات المسلحة بكل كفاءة وبكل اقتدار لكى تؤهل نفسها للقيام بدور اجتماعى كبير يتفق وقدراتها الهائلة فى إطار استراتيجية ثابتة عنوانها «يد تبنى ويد تحمل السلاح».

وفى زمن الجيل الرابع للحروب يغيب عن هؤلاء الحمقى والأقزام أن قواعد الحساب السياسى فى الصراعات قد تغيرت تماما وأن مهام الجيوش الوطنية لم تعد مجرد صدامات ومواجهات وكر وفر فى ميادين القتال، وإنما باتت الصراعات أكبر وأعمق من ذلك شمولا وأشد تعقيدا.. وأى منصف للحقيقة لابد أن يعترف بأن قواتنا المسلحة تحقق انتصارا تلو انتصار فى حروب الجيل الرابع التى لم تعد تتم عبرالتسلل من خلف الحدود فقط، وإنما تشمل برامج للتسلل الاستخباراتى بهدف تسميم العقول وخلق الأزمات التموينية والتحريض على العنف والفوضي.. وأبدا لن يفلحوا!

وقيمة أى جيش تتحدد بقدر الدور الذى يؤديه فى خدمة الوطن وعلى ضوء الظروف التى يعيشها الشعب من مرحلة إلى أخرى وهذا ما جعل قواتنا المسلحة نموذجا يحتذى به!

خير الكلام:

<< يا مصر ما دمنا فأنت عزيزة والفضل كل الفضل للأبطال!