علا السعدنى
إيقاف برنامج " إس أن إل " بالعربي !
قرار تأخر طويلا ولكنه في النهاية قد تحقق أخيرا , فهاهو المجلس الأعلى للإعلام يصدر قراره بإيقاف برنامج " إس أن إل " بالعربي أو " s n l " , والذي جاء فيه " أن البرنامج دأب علي استخدام الألفاظ والعبارات والإيحاءات الجنسية التي لا تليق بالعرض علي المشاهدين لأنها تخالف المعايير الأخلاقية والمهنية " !
ومع كامل احترامنا لبيان الأعلى للإعلام فما جاء به هو نفس رأي الكثير من المشاهدين ومنذ وقت كبير , ولن أقول منذ بداية عرضه لأن البداية كانت قوية ومبشرة , فجعلتنا نحرص علي مشاهدته بانتظام إلي أن فوجئنا أنه لا يخرج عن كونه واحدا من البرامج التي أقل ما توصف بأنها تافهة , وليته حتى خفيف الظل مثل " أبله فاهيتا " التي قد نختلف فقط في طريقة أسلوبها , ولكن لا أحد ينكر أبدا خفة دمها وقبولها عند قاعدة عريضة من المشاهدين
أما هذا الـ " إس أن إل بالعربي " فلا هو خفيف ولا يحمل أي مضمون ناهيك عن سخافته وتفاهته بكل ما تحمله الكلمة , إضافة إلى ما يحتويه من إيفيهات وجمل خادشة للحياء , لذا فايقافه كان بناء علي أوامر عليا ليس من الأعلي فقط وإنما بأمر الشعب !
ويظل هناك سر خفي نسعي جميعا كشف غموضه وهو لماذا أصبحت معظم البرامج أن لم تكن أغلبها تحرص علي إقحام كل هذا الكم من عبارات خدش الحياء , وكأن هناك أتفاق ضمني فيما بينها علي تصدير هذا الجانب الغير أخلاقي في البرامج والمسلسلات والفن عموما ؟
مقولة أن الجمهور " عايز كده " لم تعد مقبولة ولا تنطلي علي أحد حاليا , بدليل أن الأعمال الفنية الجيدة هي فقط من تنجح مؤخرا وتحوز علي أعجاب المشاهدين
هذا ليس كلام إنشائي بل هو واقع نعيشه , لكن من الواضح أن بعض المنتجين منفصلين عن واقعهم , وإلا كانوا قد غيروا من طريقتهم القديمة الغير مثلي والتي لم تعد تجدي نفعا في وقتنا الحالي !
المشهد الإعلامي برمته والخريطة الفنية والبرامجية في حالة تخبط وعشوائية لم نشهد لها مثيل من قبل , وأن الأوان لضبط إيقاعها ومن المفروض أن هذا هو دور المجلس الأعلى للإعلام , غير أن هذا لا يحدث فمازال الوضع كما هو عليه , كما أن قرارات المجلس لا يتم تطبيقها في كثير من الأحيان , وقد تكون غير ملزمة عن البعض !
عموما وفي حالة مثل التي نعيشها الآن وبعد أن استفحل خطرها وذادت عن حدها , فيتوجب أن نقر ونعترف بأن الحل لن يكون سهلا ولن يأتي سريعا , بل من المؤكد أنه سيحتاج منا بعض الوقت وبعض الجهد حتى نقضي علي تلك الظاهرة , والأهم من كل ذلك أن يكون المسئولين وأولي الأمر لديهم إرادة ورغبة حقيقة في ضبط الإيقاع حتي ننقذ ما يمكن إنقاذه !
وتنفيذ قرار إيقاف بث برنامج " " s n l بالعربي هو تحدي جديد للأعلى للإعلام , فأن نجح في التطبيق , فهذا معناه أنه قد نجح في كسب ثقتنا نحن أيضا , والعكس طبعا هو الصحيح ! ولا سيما أنه مازال ينتظر منه ما هو أكبر وأخطر من مجرد برنامج , فملف المسلسلات والأعمال الرمضانية هو التحدي الأكبر علي الإطلاق خاصة في ظل هذه المعركة الحامية الوطيس الدائرة الآن بين لجنة الدراما المكلفة من المجلس الأعلى , وبعض صناع الدراما , ومعهم من يسمون أنفسهم بالمبدعين والذين يرفضون هذه اللجنة ويروا أنها قيود علي حرية الفن والإبداع , وكأن ما يقدم علي المائدة الرمضانية من بلطجة ومخدرات وجنس وشذوذ وزني محارم ودجل وشعوذة كان إبداع , ونحن فقط من لا يري ذلك فحرمناهم من نعمة اعترافنا بفضلهم علينا بهذه البدع عفوا بهذا الإبداع !