الأهرام
شريف عابدين
احذروا الطابور الخامس
بينما يفتح خير أجناد الأرض فصلا جديدا من فصول الفداء والتضحية على أرض سيناء يضاف لتاريخ مشرف تحفظه الذاكرة الجمعية للعالم لجيش مصر,تتجدد دعوات الأطهار من المصريين من يعرفون قيمة الأرض والعرض إلى الله أن يحمى جنودنا ويقوى من عزيمتهم ويسدد رمياتهم، وأن يعجل إنهاء الإرهاب الأسود من كل شبر وطأته الشراذم النجسة.
لكن إذا كنا نحن مطمئنين بحمد الله لنجاح جيشنا الباسل فى مهمته بسيناء ولا تراودنا لحظة شك فى ذلك,فماذا نحن فاعلون فى إرهاب فكرى يقوده طابور خامس يعيش بين ظهرانينا، ينشط فى وقت الحروب,يخرج أعضاؤه من جحورهم لينفثوا أحقادهم على الوطن ويشككوا فى قدسية المهام التى يقوم بها جنودنا البواسل من أجل الوطن؟
هؤلاء خونة كل عصر، (إخوان الشياطين) لا يتورعون عن إثارة الشكوك وبث الفتن بغية تقويض وحدة الجبهة الداخلية التى هزمتهم فى موقعة 30 يونيو,فلا يزال هدف الثأر يأخذ بعقول هؤلاء حتى لو اضطروا لارتداء مسوح الخيانة والتحالف مع العدو,وهم لم يأتوا بجديد، لأنهم لم يعرفوا يوما معنى حرمة الأرض والوطن.لقد تجاوزت ممارسات الجماعة الإرهابية دور التيار الذى وصل إلى الحكم ثم أزاحه الشعب,فالأزمة أعمق وأخطر وتتمثل فى وجود جماعة سرية مشكلتها ليست مع النظام وحده بل مع الشعب الذى لا يسلم من حماقاتها.ويحسب أبناء حسن البنا أنفسهم فى مهمة يومية مقدسة حين يبثون عبر لجانهم الإلكترونية أو فى أماكن العمل والمواصلات العامة,آراء مسمومة وموحية تشكك فى أى إنجاز على الأرض,لأن وتيرة البناء والتقدم الراهنة تمثل معولا ينهال على رءوسهم مع كل طوبة توضع لإعادة بناء الوطن.
وإذا كان القطاع الأكبر من الإخوان يعيش وضعا صعبا من إنكار الواقع,والإحساس بالضياع والاغتراب، فإن الجانب الأكثر خطورة منهم يمثله هؤلاء الذين اقتنعوا بفكرة أن مرسى لن يعود فأخذوا يسايرون الواقع لعلهم يجنون «أى» مكسب,فيجاهرون بدعم الدولة لكن سجلاتهم تكشفهم,وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله فى المنافقين: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ).

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف