الأهرام
اسماء الحسينى
محطات - تدمير العراق وإعادة إعماره
يبدو أن بلاد الرافدين العزيزة على قلب كل عربى مخلص تم استهدافها منذ أن استدرجت إلى مستنقع الحروب الكبيرة، فى مؤامرة الحرب العراقية الإيرانية 1980، ثم كارثة غزو الكويت عام 1990، حيث ضربت تداعيات ذلك الزلزال الأمن القومى العربى كله بأشكال مختلفة، وما زالت نتائجها المشئومة علينا جميعا. ولعل انعقاد المؤتمر الدولى لإعادة إعمار العراق فى الكويت يكون بارقة أمل فى ظل هذا الظلام الكثيف الذى يلف المنطقة، تعيد لهذه الأمة قيم الصفح والتسامح وإعادة الإعمار، فما أحوج منطقتنا العربية لهذه القيم الإيجابية لتحل محل قيم الحقد والحسد والطمع والجشع والإقصاء والاحتقار.

لقد قدرت المصادر الرسمية العراقية ميزانية إعادة الإعمار بما يقرب من 90 مليار دولار، لكن الواقع فى العراق يشير إلى أن فاتورة إعادة الإعمار قد تتجاوز هذا الرقم الضخم فى ظل توالى موجات الدمار والتخريب على مدى 4 عقود خلت ولم تضع الحرب أوزارها بعد. فى الحقيقة إن إعادة الإعمار فى العراق ألا يجب تنحصر فى الأبنية الخرسانية والطرق الأسفلتية, فالعراق الجريح فى حاجة لإعادة إعمار بنيته السياسية والمجتمعية, وعلى العراقيين والإقليم والمجتمع الدولى أن يدركوا أن الإعمار المجتمعى والسياسى هو الضمانة للاستفادة من إعمار المنشآت والمدن، فالمواطن العراقى والمؤسسات السياسية والاجتماعية العراقية ضربت فى الصميم. وأخيرا فإن المجتمع الدولى الذى كون تحالفا دوليا لضرب وتدمير العراق تحت دعاوى ثبت كذبها مطالب اليوم أيضا بالاستعداد لإعادة إعمار سوريا والصومال واليمن وليبيا، وجميع هذه الدول سقطت فى حبائل مؤامرات القوى الدولية المباشرة أو غير المباشرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف