الأخبار
جلال دويدار
غارات القتل الأمريكي في سوريا تفضح استمرار مخطط التآمر
أصابع الاتهام أصبحت تتجه بما لا يدع أي مجال للشك في أن التحركات الأمريكية الأخيرة في سوريا تستهدف بشكل أساسي تعطيل استعادة هذا البلد العربي لأمنه واستقراره. ما أعنيه يتعلق بتلك الغارات الجوية الأمريكية المريبة علي بعض المناطق الخاضعة للنظام الحاكم الشرعي. يأتي ذلك كما هو واضح لمساندة التنظيمات الإرهابية التي تتمتع بالدعم والتوجيه والتمويل الأمريكي. يدخل ضمن هذه التنظيمات كما أشارت بعض البيانات تنظيم »داعش»‬ الذي تزعم واشنطن محاربته.
لم يعد خافيا أن هذا التحرك الأمريكي المشبوه جاء بعد النجاحات العسكرية التي حققتها قوات النظام السوري الحاكم حيث تمكنت من تحرير وتطهير مساحات هائلة من الأرض السورية.
كل الانجازات العسكرية كانت تبشر علي ضوء هذه الانتصارات باقتراب التصفية الكاملة للإرهاب واستعادة الدولة السورية لكيانها.
في نفس الوقت فإن غالبية السوريين بالمناطق التي يسيطر عليها الإرهاب وهي قليلة أصبحوا يتطلعون إلي عودة سلطة الدولة السورية إلي مناطقهم لانقاذهم من حالة البؤس التي يعيشونها. كل هذه المؤشرات الايجابية باستعادة سوريا العربية لوجودها بعد ٧ سنوات من الصراعات تقف وراء إقدام أمريكا علي تسريع تفعيل تدخلها لتدمير وخراب سوريا في اطار تآمرها علي كل المنطقة العربية.
إن ما يؤكد نيتها الشريرة قيامها بتدمير المنشآت والكباري التي أقامتها روسيا علي نهر الفرات لتسهيل عمليات الجيش السوري لتحرير المناطق الواقعة علي هذه الضفة.
خير شاهد علي هذه النزعة التآمرية معارضة أمريكا وبريطانيا صدور ادانة من مجلس الأمن لهذه الأعمال التي كان الغرض منها تعطيل عودة الأمن والاستقرار لسوريا.
هذه التطورات تؤكد توجه أمريكا الذي يعادي كل ما يحقق الصالح العربي. إن دعمها ومساندتها للنظام الحاكم القطري العميل ضد الغالبية العربية التي تعاني من ممارساته الارهابية.. تعد برهانا قويا علي هذا الموقف.
لم تقتصر ممارسات التحالف الدولي الواقع تحت سيطرة أمريكا علي أعمال التخريب التي يتبناها ضد سوريا وشعبها وإنما لجأ أيضا إلي تعظيم كذبه وتدليسه. جاء ذلك في الغارة الاجرامية التي قام بها ضد القوات الحكومية بدعوي الرد علي مهاجمتها »‬مقر قوات سوريا الديمقراطية» التي تتمتع بدعم وتأييد واشنطن.
السؤال الذي يبحث عن اجابة في هذا الصدد هو هل قامت أمريكا وتحالفها الدولي بالغارة علي قوات »‬اردوغان العثماني» الذي تغزو قواته المناطق التي يسيطر عليها عملاؤها وفي مقدمتها »‬عفرين»؟. سكوت أمريكا علي الغزو الاردوغاني للأراضي السورية للقضاء علي التنظيمات الكردية ومنها قوات سوريا الديمقراطية.. لا تفسير له سوي التأكيد علي التحالف مع اردوغان بهدف تدمير سوريا.
رغم كل هذا التآمر الأمريكي علي سوريا والذي لا هدف له سوي خدمة مخطط تدمير وتخريب العالم العربي.. فإن الشيء المؤكد أن الشعب السوري سوف ينتصر في النهاية باستعادته لمقوماته ومقدراته. إن المثابرة والكفاح والاجتهاد والتاريخ المشرف الذي هو جزء أساسي من الشخصية السورية ستكون ركيزة لتحقيق هذا الهدف.
أملنا وبعد أن تنتهي هذه الغمة التآمرية أن يتفق ويتوافق كل الأطراف الوطنية علي الساحة السورية علي إنهاء صراعاتهم الدموية التي كان ثمنها التفريط في وجود الدولة السورية. في هذا الاطار لابد أن تكون هناك استجابة من النظام الحاكم لتطلعات الشعب السوري إلي الحرية والحياة الكريمة. حان الوقت لنقول بأعلي الصوت كفي بالله سفكا للدماء الذي لا عائد من ورائه سوي الضياع والمعاناة. ليس من منجاة وصولا إلي بر الأمان سوي الجنوح إلي التعقل والاجتماع علي كلمة سواء هدفها الحفاظ علي الوطن السوري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف