أنت مسئول خلال 3 شهور عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء. أنت ووزارة الداخلية. وباستخدام كل القوة الغاشمة¢.. بالعدد هي 17 كلمة كانت تحمل تكليفاً واضحاً. ومحدد الهدف. والمدة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. لرئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي.
علي وجه التحديد. صدر الأمر من ¢السيسي¢ القائد الأعلي للقوات المسلحة. لرئيس الأركان. يوم الأربعاء 29 نوفمبر 2017م.. وعلي وجه التحديد أيضاً لم تبدأ العملية الشاملة ¢سيناء 2018¢ لتطهير أرض الفيروز من ثعابين الارهاب. الا صباح الجمعة الماضية 9 فبراير. أي فعلياً بعد 72 يوماً. بالتمام والكمال. وقبل انقضاء المدة المقررة بـ ¢18 يوماً¢.
الناظر الي لغة الأرقام. ودلالة الفترة البينية. وعدد الأيام المتبقية. لابد وأن يستنبط معني ما وراءها. اما سلبياً أو ايجابياً.. الفهم الايجابي. وغير المباشر وصلنا نحن. وكان لاحقاً للتنفيذ.. والادراك المباشر. والسطحي. والسلبي كان مقصوداً. وموجهاً للتنظيمات الارهابية. والقوي التي تقف خلفهم. وكان معنياً بأن يصل اليهم ما مفادهپ تسلل الوقت. وارتباك مَن صدر له الأمر في تنفيذه.
أتصور أنها كانت ببراعة خطة خداع استراتيجي هدفها غير المعلن. أولاً عملية انهاك ذهني للعدو. الذي استنفر كل خطوطه. وأوهنته حالة الاستنفار 72 يوماً. في انتظار مجهول ظنه مع طول الوقت عدم قدرة علي الفعل. أو ربما كلاماً للاستهلاك السياسي. فيما كان مرور الوقت نفسه داخل غرفة عمليات قيادة الجيش. وأجهزتنا الأمنية. يهدف الي ايقاع التنظيمات الارهابية وعناصرها في دائرة التخبط. والضغط النفسي. ثم الاسترخاء المبني علي التعب. والفهم الخاطئ في آن معاً. قبل أن تفاجئهم الضربات من كل اتجاه.
عامل آخر غاية في الأهمية. يدعوني الي الثقة والتفاؤل بأن ¢سيناء 2018¢ جري تصويبها الي هدفها بدقة. وسوف تسدل الستار قريباً. لا علي انتهاء العملية. ولكن علي نهاية الارهاب. ليس في سيناء فحسب. ولكن علي الأرض المصرية كلها.. العامل الذي ألقي الضوء عليه أن 72 يوماً سابقة علي صباح 9 فبراير كانت كافية جداً. ومهمة تماماً لدراسة الموقف. ولجمع كل المعلومات قبيل التحرك. ومن ثم تكون الخطة كاملة. والمعركة شاملة. والنتيجة موثوق فيها.
مَن يعرف معني الدولة كما يفهمه السيسي. ويتبني ارساء قواعده. ويبني عليه. سيعرف أيضاً أن وراء ما تم التخطيط له. وتفاصيل الخطة. وطريقتها. الرئيس السيسي نفسه.. ذلك منهجه.. وهي طريقته.. الخلفية المخابراتية حاضرة في المشهد.. نعود معاً الي ¢الخداع الاستراتيجي¢. وجمع المعلومات. والدراسة التي تسبق ¢أول خطوة¢.
مَن يحلل كذلك مشروعات السيسي القومية. المنسوجة أفكارها. والمتكاملة أهدافها بعناية. علي الطريق الي ¢مصر الجديدة¢. بمقدوره أن يستوعب بسهولة ماذا تعني ¢سيناء 2018¢.. ويدرك أننا في سبيلنا الي اسقاطپ ¢آخر ارهابي¢.. اما پفي قبضة قوات انفاذ القانون.. أو غارقاً في دمائه علي أرض الفيروز.