المساء
مؤمن الهباء
بين إسرائيل وإيران
لا تصدق اسرائيل أن سوريا هي التي أسقطت طائرتها المقاتلة. فقد اعتادت علي انتهاك السيادة السورية دون انتظار أي رد. ولم يكن هناك رد سوري علي هذه الانتهاكات المتكررة منذ 1982. لذلك تصر علي أن المواجهة ستكون مع ايران وحزب الله. كأن سوريا انتهت ولم يعد لها وجود. وتأتي تصريحات قادتها معبرة عن الصدمة التي أصابتهم جراء المفاجأة الاستراتيجية التي ربما تتطور لتصل الي احداث تغيير جوهري في قواعد اللعبة علي مستوي منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
يقول أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ردا علي تصدي الجيش السوري للهجمات الاسرائيلية المتوالية ضد قواعده ومواقعه: "يعتبر الحادث هجوما ايرانيا علي سيادة اسرائيل. وايران تجر المنطقة نحو مغامرة لا نعلم كيف تنتهي. نحن ننظر ببالغ الخطورة الي اطلاق النار السورية باتجاه طائراتنا. وقد تم استهداف كل من تورط في اسقاط الطائرة".
أما رئيس الوزراء الارهابي نتنياهو فقال ان بلاده ستدافع عن نفسها ضد أي اعتداء أو محاولة للمس بسيادتها. مؤكدا أنه لن يتسامح مع النفوذ الايراني في سوريا. لقد ضربت اسرائيل وبقوة أهدافا ايرانية وسورية عملت ضدنا. هذا هو حقنا وواجبنا وسنواصل ممارستهما وفق الحاجة .
واعتبر المحلل العسكري الاسرائيلي عاموس هارئيل أن الهجمات التي شنتها اسرائيل في سوريا أوقعتها في فخ استراتيجي. فقد منحت الحرب الأهلية في سوريا علي مدي السنوات السبع الماضية حرية لاسرائيل للعمل في أجواء سوريا. ولكن بمجرد أن ربح النظام السوري الحرب استأنفت سوريا محاولة اسقاط الطائرات الاسرائيلية التي تهاجمها. ولم تتغير طريقة عمل اسرائيل في المنطقة الشمالية حتي سقطت يوم السبت في فخ استراتيجي قد يكون كمينا متعمدا .
وهكذا تلتف اسرائيل حول الحقيقة. تريد أن تستمر في انتهاك السيادة السورية صباح مساء واذا تصدت سوريا للدفاع عن نفسها راحت تصرخ وتتدعي أنها تعرضت لاعتداء وأنها ستدافع عن نفسها. وكأنها تصر علي تكريس هيمنتها علي المنطقة بأسرها. تعربد كما تشاء ولا يجرؤ أحد علي الوقوف في وجهها .
قد يكون للبعض منا موقف ضد نظام بشار الأسد. لكننا جميعا مع سوريا وسيادتها وكرامتها في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتكرر. ولا شك أن اسقاط المقاتلة الاسرائيلية يمثل ضربة قاسية لهيبة اسرائيل. فهذه هي المرة الأولي التي تنفذ فيها السلطات السورية تهديدها باسقاط أية مقاتلات تنتهك مجالها الجوي. ووفقا لما ذكرته صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية يوم الأحد الماضي فان اشتباك اسرائيل مع قوات سورية وايرانية يمكن أن يمثل مرحلة جديدة خطيرة في الحرب الأهلية الطويلة في سوريا وأن تلك المواجهة تنذر بجر اسرائيل مباشرة أكثر في الصراع وتفاقم الأزمة السورية. كما يظهر مدي تحول سوريا الي ساحة قتال بين اسرائيل وايران .
هل يمكن فعلا أن تندلع المواجهة المنتظرة بين اسرائيل وايران علي أرض سوريا أم يتدخل الكفيل الأمريكي في اللحظة الحاسمة ليجبر الطرفين المتنافسين علي "ضبط النفس"؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف