طاهر قابيل
6 أيام من الانتصارات في المعركة الشاملة
بحسبة بسيطة نجد أن أسودنا بالبر والبحر والجو خلصونا في 6 أيام من 60 إرهابيا شديدي الخطورة مدربين علي حمل السلاح والقتال.. ودمروا ما يزيد عن 140 هدفاً من جحور العناصر الإرهابية بالإضافة إلي حوالي 200 عشة ووكر بها مواد متفجرة كان آخرها يضم طناً ونصف الطن من مادة سي–4 شديدة الانفجار وما يقترب من 300 سيارة ودراجة نارية بدون لوحات ومركز إرسال خاص بالاتصالات.
يخطئ من يعتقد أن معركتنا مع الإرهابيين قد بدأت يوم الجمعة الماضية بالعملية الشاملة »سيناء 2018» تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي.. فقواتنا المسلحة والشرطة يخوضون منذ سنوات حربا ضروساً مع عناصر إرهابية زرعها واحتضنها »إخوان الشياطين» ودعمتها دول وأنظمة وأغرقتها بالمال والعتاد.. وقد قال لي أحد الضباط الخبراء في المفرقعات إن العبوة الواحدة من المتفجرات تتكلف حوالي مليون دولار.. ولا أنسي مشهد داعش وأعوانه بعد 25 يناير وهم يرفعون أعلامهم السوداء ويصدرون بيانا أن سيناء التي ضحي آباؤنا وأبناؤنا بأرواحهم ودمائهم لتحريرها في السادس من أكتوبر أصبحت ولاية إسلامية!
لقد عاش أبطالنا البواسل سنوات يحاربون عدوا خفيا كل ما يملكه هو بث الرعب في نفوس الآمنين والتأثير علي معنويات أبناء مصر الأبرار من جنود وضباط الجيش والشرطة وقد لاحقه الفشل مرة بعد مرة لأن أبناء مصر الشرفاء لا يهيبون الموت وكل قطرة دماء تسقط من أحدهم تجعلهم أكثر صلابة، وكما قال أحد الضباط الشهداء لوالدته قبل استشهاده إن لم أقاومهم فسيأتون أسفل منزلك.
كانت الثلاثة أشهر إلا 20 يوماً في المهلة التي أعطاها الرئيس السيسي لرئيس الأركان الفريق محمد فريد هي مرحلة استنزاف العدو والإعداد للمرحلة الرئيسية التي تحدث الآن علي أرض سيناء وبجميع الاتجاهات الاستراتيجية فما يحدث ملحمة جديدة من أبطالنا في القوات المسلحة والشرطة وخلفهم ظهير شعبي يشجعهم ويدفعهم للانتصار والقضاء علي الخونة من الإرهابيين الذين نسوا مصريتهم والجواسيس والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان.. ولأنني محرر عسكري منذ ما يزيد علي 25 عاماً وكنت قبلها أقضي فترة تجنيدي ضابطا احتياطيا فأعلم أن قواتنا المسلحة لا تدخل حربا أو معركة بالصدفة ودون استعداد لتحقيق النصر التام.. ولذلك كانت الفترة الماضية منذ تكليف الرئيس السيسي لها باستخدام القوة الغاشمة أو الضاربة التي تفرض إرادتها علي المعتدي هي مرحلة تجميع وتدقق المعلومات الاستخباراتية وحشد الطاقات والمعدات لتحقيق الانتصارات فعقيدتنا القتالية وقسمنا هو النصر أو الشهادة.. وفي نفس الوقت كانت قواتنا تضرب ضرباتها التعجيزية لتلك التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر وغيرها من أجهزة المخابرات الدولية التي لا تريد لنا سلاما أو استقرارا.
الخطة التي ينفذها أبطالنا البواسل علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية متكاملة سواء بشمال ووسط سيناء أو بالظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد وداخل المدن فحدودنا الغربية نتحمل وحدنا الدفاع عنها للوضع غير الطبيعي في ليبيا وانتشار الجماعات الإرهابية بها والدعم القطري والتركي لها بالمال والسلاح وكان آخرها السفينة التركية التي رصدتها قبرص منذ فترة.. بالإضافة إلي الأنفاق مع قطاع غزة والتي كان يستغلها الإرهابيون في التسلل والهروب ونقل الإمدادات والجرحي.. ولولا إحكام سيطرة قوات حرس الحدود عليها وإقامة الدولة منطقة عازلة علي الحدود في رفح.. وما قيل عن أن حماس قد صنعت منطقة مماثلة لكانت منفذا للهروب وتلقي الإمدادات.
لن أتحدث عن العناصر التكفيرية والإرهابية داخل المدن والمحافظات فقد خصصت الشرطة المدنية وقواتنا المسلحة ما يقترب من 1500 كمين ودورية بالإضافة إلي الملاحقات الأمنية للمطلوبين والمشتبه بهم والتي تم تخصيص رقمين للإبلاغ عنهم في مشاركة من المواطنين لحماية بلدهم.. ولكن بنظرة متعمقة لما يحدث وحدث علي مدي الأيام الستة الماضية في معركة القضاء علي الإرهاب والتي تشارك بها قوات إنفاذ القانون من مختلف أسلحة وتخصصات قواتنا المسلحة البحرية والجوية والبرية والتي تمتلك أحدث ما في الترسانة العالمية أجد أن الانتصار يلي الانتصار في معركتنا الفاصلة مع إحكام سيطرتنا علي المسرح البحري بالبحرين الأحمر والمتوسط وتأمين المجري الملاحي لقناة السويس.. وقد نجح أبطالنا البواسل في تحقيق العديد من الأهداف المخططة بدقة من بينها علي سبيل المثال لا الحصر القضاء علي خليتين إرهابيتين من 25 تكفيرياً وإرهابياً بالعريش وتفجير أكثر من 200 عبوة ناسفة وشراك خداعية زرعت في طريق تقدم القوات واكتشاف معمل ميداني لتصنيع المتفجرات ومركز إعلامي للإرهابيين وتدمير مخابئ تحت الأرض مجهزة هندسيا وخنادق أحدها بطول 250 مترا و4 عربات دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر علي الحدود مع ليبيا ومزارع مخدرات يستغلونها في الحصول علي أموال وتدمير عقول وصحة شبابنا.
لا أنسي فدائية الجنود المصريين الذين رفضوا الخروج بعد انتهاء فترة تجنيدهم حتي ينتهوا من تطهير سيناء من الإرهابيين ويأخذوا بثأر أشقائهم الذين استشهدوا وهم يدافعون عنا.. وكم كنت اتمني أن أكون معهم علي جبهة القتال لأرصد شجاعتهم في مواجهة الموت.. وأنا علي ثقة من ان أبناءنا واشقاءنا في قواتنا المسلحة والشرطة مصرون علي اقتلاع جذور الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار لشعب مصر العظيم.. ولا تنسوا أن أبطالنا في الجيش يواصلون في نفس الوقت التدريب وحماية سواحلنا ومصالحنا في المياه الإقليمية والاقتصادية وإرسال رسائل لداعمي الإرهاب.. منها ما نفذته قواتنا البحرية المسلحة المزودة بأحدث ما في العالم من أنشطة تدريبية بمسرح عمليات البحر المتوسط بالقرب من حقل »ظهر» بإطلاق 4 صواريخ »أرض - بحر وسطح - بحر» في إطار التدريب علي التعامل مع كافة التهديدات.
وليس أقل من أن أتوجه بالشكر لكتيبة الإعلام من ضباط وجنود بالشئون المعنوية بقيادة اللواء محسن عبد النبي مدير الإدارة.. والعقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري علي دورهم في نقل معركة القضاء علي الإرهاب لحظة بلحظة إلي القارئ والمشاهد والمستمع، فالنصر قادم بإذن الله، فنحن خير أجناد الأرض.