الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم - زوابع عنان وأتربة جنينة !
لعنة‭ ‬الله‭ ‬علي‭ ‬الحرية‭ ‬عندما‭ ‬يفهمها‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تعنى‭ ‬حرية‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهامات‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الحرية‭ ‬أسلوبا‭ ‬للمحاكمة‭ ‬وإصدار‭ ‬الإدانات‭ ‬بجرة‭ ‬قلم أو «طقة حنك»!

نعم‭ ‬إن‭ ‬الحرية‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬وسائل‭ ‬الرقابة‭ ‬المجتمعية‭ ‬ولكن‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬وضوابط‭ ‬تحمي‭ ‬حرية‭ ‬الآخرين‭ ‬وما‭ ‬أبعد‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬إبداء‭ ‬الرأى‭ ‬بشأن‭ ‬أي‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬العمل‭ ‬الوطنى‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬دقيقة‭ ‬ومستندات‭ ‬صحيحة‭ ‬وبين‭ ‬أساليب‭ ‬الغمز‭ ‬واللمز‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيرها‭ ‬حسب‭ ‬الهوى‭ ‬والغرض‭.‬

وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تورط‭ ‬البعض‭ ‬وانزلاقهم‭ ‬نحو‭ ‬توظيف‭ ‬المكايدات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬خلط‭ ‬الأوراق‭ ‬هو‭ ‬شىء‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬اعتباره‭ ‬أسلوبا‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬ممارسة‭ ‬الحرية‭ ‬المفتري‭ ‬عليها‭ ‬فلم‭ ‬تعرف‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬الدنيا‭ ‬التي‭ ‬سبقتنا‭ ‬علي‭ ‬طريق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوظيف‭ ‬السيىء‭ ‬للحرية‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الشكوك‭ ‬ونشر‭ ‬البلبلة‭ ‬والسعي‭ ‬لهز‭ ‬الاستقرار‭ ‬وهز‭ ‬ثقة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬ونزاهة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الشرعية‭.‬ ولولا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬أعنيها‭ ‬هي‭ ‬قيد‭ ‬التحقيق‭ ‬الآن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬تفاصيلها‭ ‬لقلت‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬وأوضح‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬بالأسماء‭ ‬وبالوقائع‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنني‭ ‬أخاطب‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنطلى ‬عليهم‭ ‬بعض‭ ‬الأكاذيب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬الحاسمة‭ ‬والفاصلة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭ ‬وأقول‭: ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تحتاج‭ ‬إلي‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لمعنى‭ ‬الحرية‭ ‬علي‭ ‬أنها‭ ‬وسيلة‭ ‬للبناء‭ ‬وليس‭ ‬للهدم‭ ،‬وجسر‭ ‬للعبور‭ ‬من‭ ‬عتمة‭ ‬الظلام‭ ‬إلي‭ ‬ضوء‭ ‬النهار‭ ‬حتي‭ ‬تتاح‭ ‬كامل‭ ‬الفرصة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الرأى‭ ‬فى‭ ‬طرح‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملكون‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬تساعد‭ ‬علي‭ ‬سرعة‭ ‬الحركة‭ ‬وقوة‭ ‬التفاعل‭ ‬لتحصين‭ ‬الوطن‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭.‬

إن‭ ‬الحرية‭ ‬عنوان‭ ‬لمسيرة‭ ‬نبتغيها‭ ‬طريقا‭ ‬مفروشا‭ ‬بالورد‭ ‬والزهور‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬يبتغيها‭ ‬من‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يعيقوا‭ ‬حركة‭ ‬الوطن‭ ‬بإلقاء‭ ‬الأشواك‭ ‬والمسامير‭ ‬وشظايا‭ ‬الزجاج‭ ‬المكسور‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الطرقات‭ ‬والمعابر‭.‬

وما‭ ‬كان‭ ‬أغنانا‭ ‬عن‭ ‬زوابع‭ ‬عنان‭ ‬وأتربة‭ ‬جنينة‭ ‬بينما‭ ‬أبطالنا‭ ‬يدفعون‭ ‬دماءهم‭ ‬ثمنا‭ ‬لتطهير‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الأوغاد‭!‬



خير الكلام:

لا تتحدى إنسانا ليس لديه ما يخسره!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف