مرسى عطا الله
كل يوم - زوابع عنان وأتربة جنينة !
لعنة الله علي الحرية عندما يفهمها البعض على أنها تعنى حرية توجيه الاتهامات بل إن البعض يريد أن يجعل من ممارسة الحرية أسلوبا للمحاكمة وإصدار الإدانات بجرة قلم أو «طقة حنك»!
نعم إن الحرية هي إحدى وسائل الرقابة المجتمعية ولكن وفق شروط وضوابط تحمي حرية الآخرين وما أبعد الفارق بين الحق فى إبداء الرأى بشأن أي قضية من قضايا العمل الوطنى استنادا إلى معلومات دقيقة ومستندات صحيحة وبين أساليب الغمز واللمز التي يمكن تفسيرها حسب الهوى والغرض.
وللأسف الشديد فإن بعض ما شاهدناه في الأيام الأخيرة من تورط البعض وانزلاقهم نحو توظيف المكايدات السياسية في لعبة خلط الأوراق هو شىء أبعد ما يكون عن اعتباره أسلوبا من أساليب ممارسة الحرية المفتري عليها فلم تعرف كل شعوب الدنيا التي سبقتنا علي طريق الديمقراطية مثل هذا التوظيف السيىء للحرية في إثارة الشكوك ونشر البلبلة والسعي لهز الاستقرار وهز ثقة الناس في قدرة ونزاهة المؤسسات الشرعية. ولولا أن الأمور التى أعنيها هي قيد التحقيق الآن ومن ثم لا يجب الخوض فى تفاصيلها لقلت ما هو أكثر وأوضح من ذلك بكثير بالأسماء وبالوقائع ومن ثم فإنني أخاطب من يمكن أن تنطلى عليهم بعض الأكاذيب في هذه اللحظات الحاسمة والفاصلة من تاريخ الوطن وأقول: إن مصر تحتاج إلي الفهم الصحيح لمعنى الحرية علي أنها وسيلة للبناء وليس للهدم ،وجسر للعبور من عتمة الظلام إلي ضوء النهار حتي تتاح كامل الفرصة لأصحاب الرأى فى طرح كل ما يملكون من أفكار تساعد علي سرعة الحركة وقوة التفاعل لتحصين الوطن ضد المخاطر.
إن الحرية عنوان لمسيرة نبتغيها طريقا مفروشا بالورد والزهور وليس كما يبتغيها من يحاولون أن يعيقوا حركة الوطن بإلقاء الأشواك والمسامير وشظايا الزجاج المكسور على كل الطرقات والمعابر.
وما كان أغنانا عن زوابع عنان وأتربة جنينة بينما أبطالنا يدفعون دماءهم ثمنا لتطهير سيناء من الأوغاد!
خير الكلام:
لا تتحدى إنسانا ليس لديه ما يخسره!