الجمهورية
فهمى عنبة
المواجهة .. إرادة شعب
* تعالوا نتحدث بصراحة.. هل يشعر الشعب بأن هناك حرباً يخوضها أبناء الجيش والشرطة ضد الإرهاب؟!.. وما هو المطلوب من كل مواطن؟!!
للأسف.. أغلب الناس لا يقدرون أهمية المعركة التي تجري علي أرض سيناء.. ويعيشون حياتهم العادية بعيداً عن الأجواء التي تكون عليها الشعوب في أوقات الحروب.
لا توجد لحظات في التاريخ تكون فيها الأمة أحوج لتكاتف واصطفاف شعبها بكل الطوائف والفئات مثل أوقات الحروب والأزمات.. خاصة أن مصر في معركتها هذه لا تدافع عن مواطنيها فقط. وإنما عن الإنسان في كل مكان علي ظهر الكرة الأرضية.. كما أن الإرهابيين إذا قاموا بعملياتهم وتفجيراتهم وسفكهم للدماء. لا يفرقون بين شخص وآخر. ولا يميزون الضحايا.. فقنابلهم ورصاصاتهم تستهدف الجميع ولا ينجو منها أحد. سواء أكان مؤيداً أو معارضاً.. ولا يسألون قبل وضع الألغام هل سيمر عليها مسلم أم مسيحي.. وهل هو شيوعي أم ليبرالي.. رجل أم طفل أو امرأة.. الكل تحت نيرانهم سواء.. فلماذا لا نقف جميعاً ضدهم؟!!
بالطبع.. لا مانع أن تعارض الحكومة في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية.. أو تختلف مع رئيس الدولة. فتذهب لصناديق الانتخاب ولا تعطه صوتك.. ولكن لا يجب أن تسمح لأحد بأن يأخذ بلدك ويدمرها. ويقضي علي الأرواح البريئة. ويعطل مسيرة التنمية وبناء مستقبل أولادك!!
هذا وقت الاصطفاف الوطني.. وليس أمامنا سوي ذلك للحفاظ علي الأرض والهوية.. ولا نملك في هذه الحرب ترف الاختلاف والمقاطعة. فلابد أن يشعر أعداء البشرية من خفافيش الظلام أنهم يواجهون جيشاً وشرطة وشعباً.. فلا يجانبك الصواب وتتوه منك بوصلة الوطن. لمجرد أنك تختلف سياسياً مع الحكومة أو النظام.. فهذه معركة وجود ولا مكان فيها لأنصاف المواقف. أو تصدير الإحباط واليأس لمن يدفعون أرواحهم للدفاع عنا جميعًا وحماية الوطن من أعداء الحياة!!
.. نعم علينا أن نفخر ونعتز بأن الجيش المصري أصبح من أقوي 10 جيوش في العالم.. لكن يجب ألا نركن إلي القوة العسكرية فقط.. وعلينا أن نعلم أن الدولة إذا كان لها جيش يحميها ويساهم في التنمية.. فإن "الشعب هو الذي يبنيها ويُبْقيها".. فالاتحاد السوفيتي كان يمتلك أقوي جيوش العالم. ومع ذلك انهارت دولته وتفككت إمبراطوريته. ولم يستطع أن ينقذها بكل جنوده وأسلحته وصواريخه. لأن الشعب تفرق إلي شيع. واختلف المواطنون إلي طوائف. فانفصل إلي عدة دول.
فالشعب إذا أراد بقاء دولته. فليقف وراء جيشه. ويؤازره ويدعمه. ويكون بكل أبنائه صفاً واحداً يؤمن بربه وببلده. ويجمع شمله ويحكم عقله. ويعي ما يُحاك لوطنه. ويحافظ علي وحدته.. فمن العار أن تساند كل دول العالم العملية العسكرية في سيناء ضد الإرهاب. بينما هناك من أبناء الوطن من يكون سلبياً تجاهها!!
عندما تريد الدولة
** كما بدأت الدولة حربها ضد الإرهاب والإرهابيين.. فإنها تواصل مكافحة الفساد والقضاء علي الفاسدين.
.. في نفس الوقت بدأت الحكومة مؤخراً معركتها ضد التجار الجشعين. التي انتظرها الشعب طويلاً لضبط الأسواق. والسيطرة علي الأسعار. التي فاقت كل الحدود.
القضايا التي تكشف عنها الرقابة الإدارية كل فترة. ويتم خلالها القبض علي مسئول كبير.. وكذلك الحملات التموينية المكثفة علي الأسواق وزيادة منافذ البيع التابعة لوزارتي التموين والزراعة. إلي جانب ما تقوم به القوات المسلحة من عرض المواد الغذائية بأسعار تقل كثيراً عن المعروض في السوبر ماركت والمحلات الخاصة.. كل ذلك يثبت أن هناك إرادة حقيقية للسيطرة علي الفساد. وعلي غلاء الأسعار وتوفير الغذاء للشعب.
عندما تتوافر الإرادة. فإن الإرهاب يندحر. والفاسدين يتساقطون.. والمحتكرين والتجار الجشعين لا يجدون أمامهم سوي التراجع. وتنخفض الأسعار ويجد "الغلابة" ما يأكلونه.. ويتم بالتدريج القضاء علي فساد "الصغار" في المحليات وكل المصالح الحكومية في الدولة العميقة. وهو الأهم من فساد "الكبار" الذين أصبح من السهل الإيقاع بهم.
بدأ الناس يشعرون خلال الأيام الماضية أن الحكومة تنظر إليهم. فقد انخفضت أسعار الدواجن والسكر والأرز والخضراوات.. ولكنهم مازالوا يعانون وفي انتظار المزيد!!
.. رغم كل الضغوط والصبر علي الأحوال الاقتصادية الصعبة.. فإن هناك تفاؤلاً بأن الفرج قريب خاصة بعد افتتاح المراحل الأولي من الصوب الزراعية.. وبدء تنفيذ مشروع المليون رأس ماشية.. والعشم كبير في استمرار إرادة الدولة وزيادة منافذ وسيارات بيع السلع الغذائية ووصولها إلي المناطق العشوائية وإلي القري والنجوع. رحمة بالبسطاء الذين يتساءلون: متي نتذوق الأسماك التي تنتجها مزارع الإسماعيلية وبركة غليون؟!.. وهل سيظهر الجمبري في الأسواق قريباً بأسعار في متناولهم؟!!
طقاطيق
** تحية إلي القاضية اللبنانية "جوسلين متي" التي حكمت علي عدد من الشباب المسلمين. أدينوا بإهانة المسيحية بأن يحفظوا آيات من سورة "آل عمران" بدلاً من الحكم عليهم بالسجن بتهمة ازدراء الأديان.
.. القاضية قالت إن القانون مدرسة وليس سجناً.. وعلي هؤلاء الشبان أن يعلموا أن الدين الإسلامي كرَّم السيدة مريم العذراء. وخصص لها سورة كاملة باسمها.. وفي "آل عمران" قال الله تعالي: "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين".. هذا درس للتعامل مع الشباب المتحمس الذي لا يدري. ولم تتح له الفرصة للتعلم.. ولمعرفة الحقائق.. أو ربما كان فاقداً للثقة في كلام المسئولين.. فهل يمكن للقُضاة أن يثبتوا أنهم "معلمون وليسوا سجانين"؟!!
* * * *
** أمس كان عيد الحب.. هل فكرنا في استعادة الشخصية المصرية التي كانت لا تنطق سوي "الكلام بحب".. ولا تعرف الغل والحقد.. ولا اللدد في الخصومة. وتشويه الناس والتلذذ بسبابهم.. وتصيد الأخطاء والسخرية من الآخرين والاستهزاء بهم؟!!.. صحيح أن المصري "ابن نكتة" لكنه يداعب ويعاتب من "عشمه" ولا يجرح ولا يقسو. ولا يُسيل الدماء.. اعتاد حتي وهو لا يملك قوت يومه أن يضع رأسه و"ينام مرتاحاً" لأنه لم يُسيء لأحد.. ويفضل أن "يبات مغلوباً وليس غالباً" ويعتبر ذلك من "بخته".. فهل فكرنا في عيد الحب أن نعود "أبناء بلد" نحترم الأب والأم والزوجة والأخت.. ونعطي للجار والصديق حقه.. ونعطف علي الصغير من البنات والبنين.. ونساعد الضعفاء والمحتاجين.. لا نمشي في الأرض مرحاً.. ونعطي للطريق حقه.. لا نهجر الشهامة و"الجدعنة".. باختصار نحب بعضنا ولا يَكُن بأسنا بيننا شديداً.. ونحب الوطن. وكل من يعيش معنا تحت سمائه.. ونحب الله ونخلص له.. هذا هو الاحتفال الحقيقي بالحب وعيده.
* * * *
** أخيراً.. وبعد طول انتظار.. خرج قانون ذوي الاحتياجات الخاصة من الثلاجة. ليري النور. ليستفيد منه علي الأقل 10 ملايين مواطن.. ليس المهم القانون. وإنما المطلوب سرعة البدء في تنفيذ مواده.. والأهم العمل علي تغيير ثقافة الناس لدمج المعاقين في المجتمع. وجعل البيئة حاضنة لهم واحترام حقهم في حياة كريمة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف