مؤمن خليفة
مال الحكومة سايب يا وزير التموين !
أضطر مجلس الوزراء إلي إصدار بيان يؤكد فيه أن الدجاج المجمد في المجمعات التابعة لوزارة التموين سليم وصالح للاستهلاك الآدمي عقب انتشار شائعة انتهاء صلاحيته.. ونفي مركز المعلومات واتخاذ القرار عدم صلاحيتها وأن الدجاج صالح حتي نهاية شهر مارس القادم.
بيان مجلس الوزراء ونفي مركز المعلومات لا ينفي أبدا أن هناك إهمالا جسيما حدث في موضوع الدواجن بالمجمعات.. ومهما حاولت وزارة التموين إثبات العكس فإن هناك واقعة يجب ألا تمر بدون حساب في الشركة القابضة للأغذية التابعة لها.. جسم الجريمة مايزال موجودا في الثلاجات.. صحيح أن الدجاج مايزال صالحا حتي الشهر القادم.. ولكن واسمحوا لي أن أضع تحتها مائة خط.. من سمح بالاحتفاظ بكمية تبلغ 50 ألف طن حتي الآن ؟
من وافق علي أن تظل هذه الكمية الضخمة في ثلاجات الشركة القابضة للأغذية حتي يصل الأمر إلي تخفيض أسعار الدجاج للتخلص من هذا المخزون الكبير.. وبحسبة بسيطة تنازلت المجمعات عن 6 جنيهات في الدجاجة الواحدة.. أي تسببت في إهدار نحو 300 ألف جنيه بدون مبرر.. فلماذا انتظرت كل هذه الشهور وكان بإمكانها معالجة هذا الأمر من عدة شهور مضت وكانت تستطيع التخلص من هذه الكمية بدون مشاكل أو شائعات واضطرار الحكومة لإصدار بيان ينفي عدم صلاحية الدجاج مما زاد من انتشار الشائعة !
هناك أخطاء وهناك مسئولية إدارية وهناك إهمال جسيم ولابد من مساءلة كل من تورط في هذا الموضوع ابتداء من الدكتور علي المصيلحي وزير التموين الذي سعدت باختياره وزيرا للتموين وقت تشكيل الحكومة الحالية.. ولابد من مساءلة رئيس الشركة القابضة باعتباره المسئول الأول عما حدث ومعه مجموعة المسئولين بالشركة ومديرو المجمعات الاستهلاكية الذين صمتوا علي قرب موعد انتهاء صلاحية الدجاج.. الموضوع لم ينته عند هذا الحد.. ماذا لو لم يتم تصريف هذه الكمية واضطرار المجمعات إلي تخفيض جديد لسعر الدجاجة.. أليس في هذا خسارة أخري تتحملها الدولة.. أي تهاون في عقاب من سمح بهذه المهزلة يعني تأكيد المثل الشعبي »مال الحكومة السايب» ويعني أيضا أننا نشجع الموظف علي التسيب والإهمال المتعمد ويعني كذلك أن الإصلاح الذي نبحث عنه مجرد كلام علي الورق وأنا أربأ برئيس الحكومة المحترم المهندس شريف إسماعيل أن تلصق به تهمة الإهمال وهو منها برئ لأن هناك وزيرا مسئوليته المتابعة واتخاذ قرارات للصالح العام.. يجب ألا ننظر إلي الأمر من زواية خسارة مبالغ مالية وأن المبلغ بسيط لا يستحق الضجة وأن » كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون » فهذا لا ينطبق بتاتا علي من يتصدي للعمل العام.
تعقيب قارئ
تلقيت رسالة من القارئ النشط شريف عبد القادر محمد يعقب فيها علي مقال الأسبوع الماضي ويقول فيها : إن حالة الانفلات الأمني في عموم مدافن مصر كلها حينما غضت الأحياء البصر عن الأسواق العشوائية وإقامة أنشطة تجارية ومقاه وغرز في منطقة المقابر في السيدة عائشة والبساتين والإمام الشافعي وغيرها من مقابر القاهرة التاريخية.
ويضيف : أن المسئولين في محافظة القاهرة سمحوا للأحياء بمزاحمة الأموات وتركوا للترابية الحبل علي الغارب.
وقال إن الذين سمحوا بدخول التوكتوك إلي مصر وتسببوا في فوضي عارمة بالشوارع هم من يشجعون الفوضي في المقابر.