العالم كله يتحدث الآن عن الفكر الاستراتيجي المصري الذي يواجه به العناصر الإرهابية بسيناء ومؤيديهم وداعميهم. وذلك في معركة حاسمة ضد الإرهاب بدأت نتائجها المذهلة تظهر للجميع. وتتكشف من خلالها معلومات كانت بمثابة الصدمة للإرهابيين وأجهزة الاستخبارات الأجنبية الداعمة لهم.
فعلي الرغم من أن الرئيس السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة قد أصدر خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف يوم الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي تكليفه الواضح والمباشر لكل من الفريق محمد حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة والسيد مجدي عبدالغفار وزير الداخلية باستخدام القوة الغاشمة لتطهير سيناء من الإرهاب خلال ثلاثة أشهر إلا أنه منذ صدور التكليف حتي الخميس الماضي كان يتم الإعداد والتخطيط علي أعلي مستوي لوضع تكتيكات مرتبطة بمواعيد محددة. حتي ظن الكثيرون أن فترة الثلاثة أشهر التي منحها الرئيس السيسي قد تمر دون حدوث شيء ضخم علي أرض الواقع في الحرب علي الإرهاب.
الواقع أن يوم الجمعة الماضي وهو اليوم التالي لفتح معبر رفح كان يوم القيامة علي الإرهابيين في سيناء. حيث كانت ساعة الصفر بانطلاق الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة ينفذون ما عكفوا علي وضعه من خطط وتكتيكات للمعركة التي قد تكون الأخيرة في الحرب علي الإرهاب. ففوجئنا بالبيان الأول من القوات المسلحة الذي يعلن استنفار كل أفرع القوات المسلحة المصرية والشرطة لتنفيذ تكليفات الرئيس بالقضاء علي الإرهاب في سيناء تحت عنوان "سيناء 2018". فكان عنصر المفاجأة مزدوجاً. بالنسبة للمواطن العادي الذي انتابته سعادة غامرة بنبأ اقتراب حسم الحرب علي الإرهاب. وأيضاً بالنسبة للعناصر الإرهابية التي أصابها الذعر وهي تري رجال القوات المسلحة والشرطة ينقضون عليهم في مخابئهم يقتلون منهم من يقتلون ويلقون القبض علي الباقين الذين كان من بينهم عناصر أجنبية يمثلون كنزاً من المعلومات الاستخباراتية. بالإضافة إلي اكتشاف غرف عمليات للإرهابيين ومراكز اتصالاتهم بالخارج. وأماكن إعاشة كاملة وأنفاق ومخازن أسلحة وورش لتفكيك السيارات المسروقة وتصنيع المتفجرات وتخزين الدراجات البخارية التي يتم استخدامها في العمليات الإرهابية. وتفكيك عبوات ناسفة كان الإرهابيون قد وضعوها في طرق سير رجال القوات المسلحة والشرطة.
غداً يكون قد مر أسبوع كامل علي عملية "سيناء 2018" التي أصبحت حديث العالم بوصفها أضخم عملية عسكرية مباشرة ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء.. وأعتقد أن ما حققته هذه العملية من نجاحات سوف ينعكس علي أرض الواقع قريباً جداً. خاصة أن مهلة الأشهر الثلاثة سوف تنتهي في الأول من مارس المقبل.
وعلي الرغم من أن العمليات العسكرية علي أرض الواقع في سيناء قد تتطلب وقتاً إضافياً لتنفيذ كل ما تم التخطيط له للقضاء علي الإرهاب من جذوره في سيناء وتطهيرها من التكفيريين قبل البدء في تنميتها بشكل سريع ومكثف. إلا أن الشعب لمس الجدية والإصرار والعزيمة والإرادة القوية من أبناء مصر علي عدم ترك أي شبر من أرض الفيروز في أيدي من تلوثت أياديهم بدماء المصريين. علي أن يأتي بعد ذلك الدور علي التعامل مع الدول وأجهزة الاستخبارات التي ساعدت ومولت الإرهابيين لقتل أبناء مصر الشرفاء.
كل كلمات الشكر لا تكفي رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية علي جهودهم وتضحياتهم في سبيل توفير الأمن والأمان لكل مصري وكل من تطأ قدمه أرض الكنانة.