خالد امام
رسالة "صاروخية" لأهل الشر.. وأخري "وطنية" لشعبنا العظيم
من يقارن بين البيانين الخامس والسادس للقوات المسلحة حول التطورات الميدانية لحرب الوجود التي يخوضها جيشنا وشرطتنا علي كافة المحاور.. سوف يلاحظ ان هناك متشابهات في اشياء ومتغيرات متصاعدة في اشياء اخري.. وفي المجمل العام فان نتائج هذه الحرب المقدسة تزيدنا فخراً وتثلج صدورنا.
يقيني ان المتشابهات لن يخلو منها بيان لأن العدو واحد وادواته لا تتغير.. مثل قتل عدد من الارهابيين وتدمير اهداف واوكار وعشش وخنادق ومخازن وسيارات ودراجات نارية والعثور علي كميات من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وتفجير عشرات العبوات التي تمت زراعتها علي الطرق وغير ذلك.. ايضاً مشاركة غالبية الأفرع الرئيسية في الحرب من برية وجوية وبحرية.. واكتشاف وضبط مزارع مواد مخدرة ومخدرات جاهزة للترويج.. والسيطرة علي كافة مداخل ومخارج مصر.
اما المتغيرات فانها كثيرة وحاجة تفرح بحق :
1 ـ قتل ( 10 ) تكفيريين اثناء اختبائهم في منزل بالعريش بعد تبادل اطلاق النيران مع قواتنا ومعهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة.. وهذا يدل علي ان الحرب لم تعد تقتصر علي استهداف الارهابيين في اوكار وعشش خارج المدن بل المختبئين داخلها ايضاً.
2 ـ ان عدد المقبوض عليهم في ازدياد حيث بلغ في البيان الخامس ( 92 ) ارتفعوا في البيان السادس الي ( 400 ) ارهابي ومجرم ومشتبه به.. والجديد ايضاً الذي يلفت النظر ان بينهم "اجانب" وهو دليل دامغ علي ان المؤامرة ضدنا دولية وتتبناها اجهزة مخابرات عالمية ودول وليست مجرد جماعات ارهابية عادية.
3 ـ ان عدد العشش والأوكار والمخازن التي تم تدميرها ارتفع ايضاً من ( 30 ) الي ( 143 ) وعثر بداخلها علي ألغام مضادة للدبابات لاستهداف مدرعاتنا.
4 ـ اكتشاف فتحتي نفق بأبعاد متر ونصف وبعمق 25 متراً تحت سطح الأرض اي بارتفاع عمارة ازيد من ( 8) طوابق.. اضافة الي ( 15 ) حفرة متصلة بخنادق علي حدودنا بشمال سيناء.
5 ـ مساحات مهولة مزروعة بانجو وخشخاش مخدر وصلت الي ( 9 ) مزارع اضافة الي ( 7 ) اطنان مواد مخدرة ومليون و200 ألف قرص ترامادول مخدر معدة للتوزيع.. وهي التجارة الرائجة التي ينفق "ادعياء الدين" من حصيلتها علي عملياتهم الارهابية القذرة.
6 ـ نشر ( 479 ) كميناً ودورية امنية علي كافة الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي بجميع مدن ومحافظات مصر.. مع فرض السيطرة الكاملة علي المناطق الحدودية.
يتبقي متغيران جديدان سوف يقلبان كل الموازين علي المستويين الدولي والمحلي وسيكون لهما دور ايجابي كما يوجهان رسائل للخارج والداخل معاً :
* الأول.. الي جانب مشاركة القوات البحرية في تأمين سواحلنا بالبحر المتوسط لقطع الطريق بين الارهابيين في سيناء ومعاونيهم بالخارج الذين يمدونهم بالسلاح ومواد الاعاشة.. نفذت بحريتنا عدداً من الأنشطة التدريبية البارزة بمسرح العمليات حيث اطلقت ( 4 ) صواريخ "ارض ـ بحر" . و" سطح ـ بحر" للتدريب علي التعامل مع جميع التهديدات والعدائيات لمياهنا.. وبالطبع فان ذلك يعد رسالة "صاروخية" واضحة وصريحة وقوية ومباشرة لا هزار فيها لكل من تسول له نفسه من "اهل الشر" في الخارج الاقتراب من مياهنا الاقليمية والاقتصادية علي السواء.. اكرر.. الاقليمية والاقتصادية علي السواء.
* الثاني.. قامت القوات المسلحة بتوزيع كميات كبيرة من السلع والمواد التموينية "المجانية" علي المواطنين في مناطق العمليات بشمال ووسط سيناء لتخفيف العبء عنهم وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم الأساسية لضمان عدم تأثرهم بما يجري.. وبالطبع ايضاً فان ذلك يعد رسالة "وطنية" واضحة وصريحة لشعبنا عامة ولأهالينا في سيناء خاصة يقول الجيش فيها : نعم نحارب اعداء جاءوا لاسقاط الدولة ويستهدفون شعبنا العظيم وكل مؤسساته.. نعم يسقط منا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. نعم نحارب في ظروف صعبة نقتل الارهابيين أو نقبض عليهم وفي نفس الوقت نصون حياتكم انتم ولو كان الثمن استشهادنا جميعاً.. نعم نفعل كل هذا ولكن في نفس الوقت لا ننساكم ابداً ونوفر لكم مطالبكم واحتياجاتكم الضرورية حتي لا تتأثر حياتكم وحياة اولادكم الذين هم اولادنا ايضاً.
يقيني ان هذه الرسالة الوطنية وصلت بكل معناها لشعبنا العظيم عامة ولأهالينا بسيناء خاصة.. ولسوف ترون مردودها سريعاً خلال ساعات من تعاون لا محدود مع جيشهم وشرطتهم ضد اهل الشر.. اعداء الحياة.
حفظ الله مصر.. وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. والمجد للشهداء من المسلمين والأقباط.