هل فكر أحد لماذا تعانى مصر من الأمية (أمية القراءة والكتابة) حتى الآن؟.... انت البداية الحقيقية للعمل الجاد لمحو الأمية وتعليم الكبار عندما أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك في سبتمبر عام 1989 أن العشر سنوات القادمة عقداً لمحو الأمية وتعليم الكبار في مصر.
وتنفيذاً لهذا الإعلان الرئاسي صدر القانون رقم (8) لسنة 1991 في شأن محو الأمية وتعليم الكبارإ نطلاقا من حق كل مصري في التعليم وأن يبقى متعلماً ما بقى على قيد الحياة وإيمانا بأهمية محو الأمية لتحقيق التنمية الأقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وبمقتضى هذا القانون أنشئت الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1992 وهى هيئة ذات شخصية اعتبارية تتبع وزير التربية والتعليم، وقد أناط هذا القانون إلى الهيئة المسئوليات التخطيطية والتنفيذية والتعليمية التي يتطلبها العمل لمحو الأمية وتعليم الكبار.
للهيئة جهاز تنفيذي يصدر بتعيين رئيسه قرار من رئيس الجمهورية لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد ثم أصبحت سنة واحدة قابلة للتجديد أى أن رئيس الهيئة يتم تعيينه ثم يفهم مايدور داخل الهيئة ثم يتم تغييره .
السؤال المطروح حاليا هل هيئة مثل الهيئة العامة لمحو الأمية ..ومطلوب منها وضع استراتيجية لمحو أمية الأفراد الذين لا يجيدون القراءة والكتابة فى زمن عصر التكنولوجيا ةالذى يعرف فيه الأمى فى جميع دول العالم بأنها الأمية التكنولجية.
مثل هذه الهيئة التىى يعمل بها موظفين دائميين ومؤقتيين هل سنه فقط كافية لتعيين رئيسها ثم تجدد أو يتم تغييره.
فى الحقيقة أن مثل هذا الأسلوب فى الإدارة وشعور المسئول أنه سيتم تغييره بعد عام (أى بعد فترة قصيرة ) أشعر بأنه يكون يديه مرتعشة ولا يستطيع اتخاذ قرارات هامة .ولقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد الأميين (10 سنوات فأكثر) يقدر بحوالي 3. 14 مليون نسمة عام 2016، منهم 1. 9 مليون نسمة من الإناث، أي أن هناك حوالي فرد أمي بين كل 5 أفراد من السكان (10 سنوات فأكثر)، مشيرا إلى أن معدل الأمية بلغ خلال العام الماضي نحو 1. 20.
بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يوافق الاحتفال به يوم 8 سبتمبر من كل عام، والذي أقره المؤتمر العام لليونسكو في الدورة الرابعة عشرة عام 1965، واعتبار محو الأمية حقا من حقوق الإنسان- أن نسبة الأمية للذكور تبلغ 4. 14%، مقابل 26% للإناث.... وكذلك انخفاض معدل الأمية بين الشباب (15- 24 سنة)، مقارنة بكبار السن (60 سنة فأكثر)، حيث بلغ 5. 6% للشباب، مقابل 1. 57% لكبار السن، ما يُعطى مؤشراً إيجابياً عن الاتجاه نحو انخفاض هذا المعدل مستقبلاً. لذا فإن قضية الأمية تحتاج الى رؤية واضحة واستراتيجية يتم تنفيذها فورا فى جميع محافظات مصر وبخاصة فى الريف والصعيد ويجب أن يصدر قرار لتعيين رئيس الهيئة مدة لا تقل عن خمس سنوات حتى يستطيع تنفيذ هذه الاستراتيجية وبالتالى خفض عدد الأميين وتأهيلهم لسوق العمل.
يجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية قادرة على التغيير بدلا من تعيين فرد ويكون جالس على كرسى الهيئة ويديه مرتعشة فى ظل وجود موظفين يعملون بالروتين وبالقوانين القديمة التى صدرت منذ عشرات السنين.
ولنتذكر مقولة "براوننج"* نحن نسقط لكي ننهض .. ونهزم في المعارك لنحرز نصرا أروع .. تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا .