توقفت أمام تصريحات بعض المسئولين الأمريكان وهم يتحدثون عن دعمهم لمصر في حرب الإرهاب فتداعت بي الذاكرة إلي ما قرأته من مذكرات القادة العسكريين في حرب أكتوبر 1973 وكذلك الساسة وكيف كانت أمريكا تحاربنا بكل ما أوتيت من قوة كي تنصر إسرائيل سياسياً وعسكرياً منذ اللحظة الأولي للحرب سواء بالتخطيط أو تصوير المعركة أو تخويف مصر أي أنها كانت تدعم أصل الإرهاب وهي إسرائيل.
فإذا تأملنا مرصد المنظومة الشيطانية الذي ينشر علي الشبكة العنكبوتية تفاصيل الجهود المخابراتية لصناعة التنظيمات الإرهابية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط ابتداء وتطوير القديم منها ودس من يدعمها ويوجهها خفية أو جهراً.. بل إنهم أعادو أسامة بن لادن من السودان بعد أن بدأ في مشروعات اقتصادية فور انتهاء حرب أفغانستان فأعادوه ليصنع تنظيم القاعدة الذي انتهي بتلفيق كارثة 11 سبتمبر له ليتسني لأمريكا أن تنفذ خططها في تدمير أفغانستان والعراق ثم تتداعي الأمور إلي ما نراه في عالمنا العربي.
أقول: إذا تأملنا كل هذا ندرك من يصنع لمصر الإرهاب ومن يدعمه ومن يريد أن يستنزفنا حتي لا تقوم أبداً في العالم وخاصة في الشرق الأوسط.
فإذا اتجهنا شرقاً إلي العراق وسوريا نعلم جيداً من دمر العراق ونهبه وأزكي نار ثنائية الشيعة والسنة ثم أنشأ داعش الذي فاجأت العالم بقدرتها العسكرية والإعلامية ونقف علي من حمي فلولها من الإبادة ونقلها من خلال ممرات آمنة في سوريا وكذلك من خلال طيران ينقلها إلي جهات جديدة ومنها سيناء وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي في بعض خطاباته بقوله إننا نري ونعرف من يدعم الإرهاب عسكرياً ويمول ويخطط وسوف نحاسبه.
إذن: كيف تدعم أمريكا حربنا علي الإرهاب؟ وهي التي رفضت أن تسمح لنا بهزيمة الدولة الإرهابية الأولي "إسرائيل" وتقسم سوريا الآن من خلال إقامة جيوش قوية للتنظيمات المتصارعة حتي تصبح سوريا مقسمة واقعياً. كذلك من يحاول من خلال مراكز أبحاثه تقسيم مصر ويضع الخرائط لذلك ويسعي جاهداً لتقزيمنا كلما بدأت عملية تنمية زج بنا في حروب مصنوعة سواء خارجية كما حدث في حرب اليمن ثم في 1967 ثم في حرب داخلية من خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تستمر أو يطول أمد مواجهتها لولا الدعم الذي تتلقاه من خارج مصر وبرعاية قوي دولية ومخابرات دول لها باعها الطويل في هذا المجال.
إن من يريد أن يدعمنا في حربنا علي الإرهاب فليوفر هذا الدعم ويتركنا لشأننا ويصرف شره عنا أولاً ونحن قادرون علي مواجهة هذا الإرهاب.. ومن أراد أن يدعمنا فليحل القضية الفلسطينية أم الأزمات واصل المشكلات.
أما أن يقول إنه يدعمنا ويشعل الحرائق من حولنا وفي كل مكان فهو يدعم الشيطان.