رجوتها ألا تسقط .. فتكاثرت علي استجاب بعضها وتوقف مكانه بين الجفن "ونني" العين .. وإنهمر الباقي لايرحم رجاء ولا يأتمر بأمر صاحبته . وصاحبته هي أنا حين أمرت دموعي ألا تتجاوز حد العين لكن من منا له أمر علي عين وما تري .. وقلب ومن يعشق .. وعقل إلي .. ما يذهب هي اعضاؤنا المتصلة بنا . تؤلمنا فنتألم لها وتحرجنا حيث تخرج عن الطوع.
وقفت الدموع حائلا بيني وبين رؤية ابنتي يوم عرسها .. لم أر الفستان الأبيض .. الذي ظللت شهورا اجوب المحلات والمجلات لانتقيه لها .. تقف أمامي وتلبس واحدا وراء آخر .. وتدور حول نفسها دورة كاملة .. يلفها دانتيل وحرير وورود مطرزة بالفصوص والأحلام كل فص يبرق املا وفي كل خيط تلضم الحلوة أمنية .. أ رفع معها يدي للسماء أن تنتقل فراشتي .. من يد طيبة رعت وهدهدت وربت واعتنت إلي يد كل الأمل أن تقدر النعمة وتحتوي المدية والزوجة الصالحة هي هدية الرحمن.
تذكرت دموعي وأنا أشاهد مسلسل أبو العروسة وكلمات أغنية "ولو لقيتي دموع في عيني .. ده عشان هتمشي وتسيبيني".
"أبو العروسة"
ودموع وكأنها الحقيقة في مشهد تمثيلي رائع من ابو العروسة .. الذي أداه باقتدار "سيد رجب" الذي شطب علي قاعدة الوسامة وملاحة الملامح وكتب شهادة لصدق الأداء بمؤهل الإحساس.
المسلسل نال قدرا من المشاهدة يحسب له ولم تكتب نهايته بعد لكن لي عليه تحفظا انه مسلسل الرجال الخونة .. وهو يمرر خيانة الرجل وكأنها شربة ماء .
ويتجاهل أن الدراما تلعب دورا عظيما في تشكيل وجدان المشاهد انها تقرب الصورة قمرز الحرام وكأنه العادي وتكرر حتي يصير المألوف وهو ما نرفضه مهما لففنا العمل الدرامي بسياق من إتقان صنعه مرفوضة الصنعة التي تهدم قيما وتحض علي هدم بيت وقبلها تدمير إمرأة.
وتعالوا نقول .. أبو العريس في يده إمرأة غير زوجته تتأبط ذراعة ويدخلان معا إلي أحد الأماكن في حالة إنسجام وأمامه يجد أبو العروسة وبجانبه امراة غير زوجته يتناول معها الطعام والضحكات انها رذيلة وقع فيها الإثنان بل الأربعة لكن المسلسل الطبيعي والمنطقي أن والد أي عروسة محترم لو رأي والد العريس في مثل هذا الموقف أن يرفض إكمال زواج ابنته فالمثل يقول "من شابه أباه فما ظلم" والأب سينتج ابنا علي نفس حاله لكن لان والد العروسة كوالد العريس .
"نكتة .. سخيفة"
وأبطال المسلسل غارقون في طين يشربون من ذات الماء الآسن لذلك ظهر الأمر وكأنه طرفه.
لا أعفي الكاتب من مسئولية .. فقد تكررت الحكايا زوج رانيا فريد شوقي وهو المستشار المعروف غارق في علاقات آثمة والعريس صاحب الحدوتة هو الآخر كاذب مخادع فقد أقام علاقة سابقة قبل خطبته للعروسة وحين قابلته الحبيبة القديمة مصادفة لم يصرح وانما كذب بأنها مجرد زميلة حتي داهمته الخطيبة في محل عمله فوجدتها تمسك بيده.
ومدحت صالح يخون زوجته ويشرب ويلهو ويسيء .. بالتقريب كل رجال المسلسل خونة .. حتي من ظهر طيب خلق أو محب لأولاده والتركيبة النفسية بهذا الشكل خاطئة لو اطلع طبيب نفساني عليها لكان حكمه .. لخبطة.
أما لو حكم عليها محلل اجتماعي لأفاد بأنها إفساد تركيبة مجتمع تلبس ثوب التشويق.
وإن أوضحت رأيي فيها .. فلم أكن يوما من انصار الفن للفن .. والنكتة للضحك .. فالفن رسالة وهدف والنكتة معني والفرحة سمو احساس والكلمة قيمة والمسلسل الذي يدخل بيوتنا لابد أن يحافظ علي جدرانها هل يدري صناع العمل كم زوجة أدخلت التتبع علي محمولها لتتبع مكان وجود الزوج كما فعلت بطلة المسلسل وكم منهن ضنت بما كانت تجود .. تحت شعار لماذا أعطي اليوم ويخون هو غدا .. الأهم والأخطر دوما أن تعيش الزوجة اللاأمان بسبب المدعو "فن".