الأخبار
سلوى عفيفى
«الأب»... المفقود

كان الأب في الماضي »المعلم»‬ و»‬القدوة» و »‬محور الاسرة» متواجد دايما في كل شيء و مع كل موقف بل صاحب الرأي الاول والأخير حتي في شراء ملابس كل موسم.. حاضر ومتواجد في حالات مرض اي فرد من الاسرة ويذهب للطبيب مع الام او الأولاد ويداعب الأطفال و يذاكر مع التلاميذ من ابنائه .. تعلمت منه قراءة القرآن الكريم و عرفت منه أصول و قواعد الصلاة.. اما طبق »‬السلاطة» فقد كان من اختصاصه و يحضره يوميا عقب عودته من العمل .. صامت في معظم الأحيان و حازم جدا عند اللزوم .. الأب او رجل البيت علي حد قول امي كان له »‬ هيبة »‬ وصاحب الرأي القاطع الباتر .. ولا أنسي أبدا جلوسه بجانبي اثناء المرض حتي ولو كانت شوية إنفلونزا .. في يوم من الأيام قال لي : أنا اوفر من مصاريف علاجي حتي أتمكن من تعليمك في مدارس اجنبية !!
اما »‬اب» هذه الأيام فهو عبارة عن اسم يتداول في البيت .. غير موجود في معظم الأحيان ..دايما مشغول و خارج البيت ..بعضهم يعمل لفترتين و البعض الاخر هجر البيت من دوشة العيال و تحمل المسئولية ..و فئة منهم تفضل لقاء الأصدقاء في كافيه و نموذج آخر »‬شاري دماغه» وتارك الحمل كله علي الام و تفرغ للبحث عن الثراء و جمع المال بكافة الطرق الشرعية او غير الشرعية ! و اصبح البيت تقريبا بدون قدوة او قائد و العبء كله علي كاهل الام التي تعمل »‬بالريموت كنترول» بين عملها و شغل البيت و تربية الأبناء.. وفي معظم الأحيان لا تجد الوقت لرعاية و احتضان الأولاد… و بعد تهميش و تراجع دور الأب في الاسرة يظهر جيل جاف المشاعر و ليس لديه أي انتماء للبيت او الوطن .. جيل ممزق لا يعرف معني القدوة و القيادة .. جيل الجعجعة و النشطاء !ولكن دايما وابدا تحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف