هذه الرسالة وصلتني من أحد سكان شمال سيناء ، وهو من قراء موقع المصريون الدائمين كما فهمت من سطوره ، وهو يوضح بعض ما يحدث هناك للرأي العام ، وأنا أنشر رسالته كما وردتني بدون أي تدخل في سطورها أو كلماتها ، تقول الرسالة :

الأستاذ/ جمال سلطان

تحية طيبة لشخصكم الكريم ونسأل الله أن يحفظكم من كل سوء وأن يوفق متخذى القرار فى مختلف الوزارات للإستفاده والإسترشاد بما تقدمونه من إضاءات وحلول ومقترحات لمختلف القضايا التى تشغل الرأى العام ولا أبالغ أو أجامل حين أقول أن كل ما يكتب بقلمكم لا يبغى إلا رفعة الوطن الغالى بعيدا عن صراع الايدولوجيات ولغة المصالح الحزبية.

لقد قرأت مقالكم الرائع عن مسئولية الدولة تجاه أهالي شمال سيناء وتمنيت أن يبادر جموع الكتاب الكبار فى مصرنا العريقة لمثل هذا التناول الذى يضىء الطريق أمام متخذى القرار لبعض المشاكل ويقدم الإقتراحات حتى تكتمل المنظومة ويتحقق الهدف.

ولا يخفى على أحد مدى الأثر الإيجابى على الأهالى عندما يرون أنهم فى مقدمة اهتمام كبار مثقفيهم وكتابهم وهذا حق اصيل للمواطينين وللدوله ايضا على كبار الكتاب والمثقفين فهم الأكثر ثقافة و إطلاعا على مختلف القضايا ويمثلون النواة الحقيقة لنهضة الشعوب بشرط صدق النوايا وسمو الهدف.

و بالرجوع إلى العمليات الشاملة الدائرة خلال هذة الأيام على أرض الفيروز والتى طالما روت بدماء أبنائها البواسل من رجال القوات المسلحه ورجال الأمن فأننا نحن أبناء شمال سيناء نؤكد للجميع أننا مستعدون للتضحية بأنفسنا من أجل هذا الوطن وأننا نتفهم الظروف المحيطة بالعملية الشاملة ولابد لنا ان نتحمل جزء بسيط من تكاليف المعركة التى يخوضها الجيش والشرطة لحفظ البلاد ودحر الإرهابز

من الضرورى توضيح أن عنصر المفاجئة فى العملية والذى تسبب فى بعض المشاكل للأهالى كان ضروريا وقرارا صائبا فمن غير المنطقى إعلان ميعاد بدء العملية للإعداء، أيضا قرار وقف ضخ المواد البترولية كان قرارا مدروسا بعناية فليس الهدف منه شل حركة الحياة كما يتردد بل لإجبار الناس بعدم الحركة حتى يستطيع رجال الأمن من تفتيش المنازل والتعرف على جميع المواطنيين فى وجود كل افراد الأسره ولا ننكر حدوث بعض التجاوزات البسيطه التى تحدث فى مثل تلك العمليات الكبيرة ولكن التعامل مع المواطنين كان بكل شفافية وبصورة لائقة.

وفى ضوء مقترحكم بتولى جهاز الخدمه الوطنية إرسال المواد الغذائية لجميع مناطق شمال سيناء فهناك العديد من الصفحات المهتمة بالشأن داخل شمال سيناء نشرت تفاصيل توزيع تلك المواد بواسطة القوات المسلحه ابتداء من اليوم فى جميع القرى لتبقى فقط مشكلة الحركة الضرورية للمرضى وأصحاب الحالات الطارئة هى التى تتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذهم من تدهور حالتهم الصحية فمن الطبيعى ان يتحمل الناس بعض النقص فى الغذاء أما العلاج والدواء فلا يجوز.

فى الختام نسأل الله أن ينصر قواتنا وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء.

انتهت رسالة المهندس : مصطفى سلمي