يجري إيه لو التزم بعض الوزراء والمسئولين الصمت عملا بالحديث الشريف "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" بدلاً من تصريحاتهم الاستفزازية التي تثير الناس وتزيد من غضبهم وحنقهم علي الحكومة.. ولو انهم صمتوا وما نطقوا لكان خيراً لهم.. وحتي لنا.. فأعباء وشواغل الحياة لم تعد تحتمل التصريحات الوردية وأن الحياة لونها بمبي وكل شيء.
السيد الدكتور وزير الزراعة والذي فاجأنا بالظهور الأول له بالجلباب الفلاحي اتحفنا علي مدار الأيام الماضية بسيل من التصريحات الوردية وبشرنا بأن اللحوم البلدي المذبوحة متوفرة في الأسواق بسعر 55 جنيها للكيلو استعداداً لشهر رمضان ومحاربة الغلاء.. وتبارت الصحف والمواقع الالكترونية تزف البشري السارة لملايين الغلابة والبسطاء الذين يأكلون اللحمة في المناسبات والاعياد خاصة عيد الاضحي.. ترفع عنهم هموم التفكير في قضاء أول أيام شهر رمضان ومعاناة توفير اللحمة والفراخ لفلذات اكبادهم ومن يعولونهم علي مائدة أول افطار في الشهر الكريم.. وآه لو يعلم الوزير ماذا يمثل اليوم الأول في رمضان لكل الأسر المحرومة؟!
ومنذ اعلان الوزير عن اللحمة أم 55 جنيها والناس والعبد لله معهم نبحث عنها في كل مكان ومن شدة حيرتنا فكرنا في تقديم بلاغات في أقسام الشرطة بأن لحمة الزراعة ضاعت يا أولاد الحلال وتاهت زي منحة الـ100 ألف عجل الاماراتية التي التهم بعضها الفاسدون واكتفي معالي الوزير- بجلالة قدره- بإحالة المخالفة للنيابة الادارية- يا حلاوة- قضية فساد مكتملة الأركان يتم تصنيفها كمخالفة بسيطة- ويقولون انهم يريدون القضاء علي الفساد!!
انها جناية متكاملة الأركان تستوجب إحالة مرتكبيها للنيابة العامة.. والله انا مكسوف وخجلان لحكومة "محلب".. وجوههم حيبقي شكلها ايه لما الخبر يوصل الاشقاء في الامارات.. وطبعا اخوانا البعدة في القنوات الفضائية اياها والتي ترفع شعار "يا رايح كتر من الفضايح" مابتسكتش وقامت أكيد بالواجب.. ما هي بتصدق تلاقي جنازة وتشبع فيها لطم رغم تحذيرنا مرارا وتكرارا بأن المرحلة الحالية تحتاج لإعلام يبني ولا يهدم.
المهم والأهم.. ياريت وزير الزراعة وجهابذة الوزارة يعرفونا أين أماكن توزيع اللحمة أم 55 جنيها وان كانوا فعلا يريدون التخفيف عن الفقراء ومحدودي الدخل ومواجهة غول أسعار اللحوم التي ارتفع سعرها إلي 80 جنيها في المناطق الشعبية أما الاحياء الراقية فالاسعار خيالية ولكن في متناول سكانها فعليهم بنشر منافذ التوزيع علي مواقع التواصل الاجتماعي وعلي ابواب مديريات الزراعة بالمحافظات والجمعيات الزراعية بالقري.
ومن وزير الزراعة إلي وزير التموين يا قلبي لا تحزن.. وان كان الحق يقال ان خالد حنفي انتصر في معركة منظومة الخبز ووفر رغيف العيش للجميع.. ولكن ان يخرج علينا بتصريحات بأن ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي 5 ملايين و310 آلاف طن قمح لزيادة سعره عن المستورد بألف جنيه ثم تخرج مصادر بغرفة صناعة الحبوب مؤكدة ان مافيا القمح كسبت أكثر من ملياري جنيه لخلطها المستورد بالمحلي.. طاب نصدق مين؟!
ثم كانت الصدمة التي كشفت تصريحات وزير السكان وان ما قاله عن تسليم 75 ألف وحدة سكنية خيال في خيال وما تم تسليمه 500 شقة فقط.
وأخيراً
ساعات ونستقبل شهر رمضان الكريم.. كل عام وأنتم بخير.. والشهر المبارك فرصة طيبة للصلح مع الله والنفس.. فلنكثر جميعا من الطاعات ونبتعد عن مسلسلات اللحم الرخيص.. وقانا الله وإياكم شرها وصرف انظارنا عنها.