الجمهورية
لويس جرجس
فرض السيادة .. وحماية للتنمية
من حق كل مصري. مهما كانت انحيازاته السياسية. أن يفتخر بجيش بلاده الذي يخوض أحدث معاركه التاريخية من أجل الحفاظ علي الأمن القومي. وفرض السيادة علي كامل تراب الوطن. إنها المعركة ضد الارهاب الذي تدعمه ـ كما تشير كل الدلائل ـ قوي أجنبية سواء اقليمية "اسرائيل". أو دولية "أمريكا وتركيا". لا تريد لهذا الوطن ولهذا الشعب أن ينهض ويواصل مسيرته التي بدأها في يناير 2011 ثم يونيو 2013. متطلعًا إلي تحقيق الاستقلال الذاتي. خصوصًا في المجالين الاقتصادي والعسكري.
ومن حق كل مصري أن يعلم أن لهذا الجيش العظيم تاريخ مشرف في بناء الوطن. منذ بداياته الأولي بقيادة مينا. ثم أحمس وتحتمس ورمسيس الثاني. وغيرهم من القادة التاريخي. وصولًا إلي العصر الحديث حينما أنشأ محمد علي "ديوان الجهادية" في بداية عشرينيات القرن التاسع عشر. وكَونا جيشًا قويًا يناطح القوي الكبري وقتها. بهدف حماية النهضة المصرية التي كان يطمح في تحقيقها.
وبين البدايات. وما شهده العصر الحديث من تكوين جيش عصري قوي. واجهت مصر في العصور الوسطي أكبر قوتين في حينها "أوروبا بحملاتها التي تتستر وراء الصليب. والمغول المتحالفين مع ملوكها لتحقيق أطماعهم التوسعية بالمنطقة". وكانت مصر في تلك الفترة ـ كما كتب المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي "1889 ـ 1975م" : حصن جنوب البحر المتوسط وترسانته العسكرية. وكانت مصر العمود الفقري لجيش صلاح الدين الأيوبي. ومن هنا توجهت الحملة الصليبية الخامسة إلي مصر. لتنتهي بهزيمة أوروبية منكرة في 1221م.
ونصل إلي التاريخ المعاصر الذي مازلنا نعيش أحداثه. فنفتخر بحرب الاستنزاف البطولية لهذا الجيش العظيم. يسانده الشعب المصري البطل. ضد العدو الاسرائيلي الذي تصور أن انتصاره في يونيو 1967 هو نهاية المطاف في الصراع مع مصر وأن استسلامها أمر مفروغ منه. فكانت المفاجأة في أكتوبر 73 التي تم الاعداد لها بصبر وبروح معنوية عالية علي مدي ست سنوات. تحمل خلالها الشعب المصري الكثير لمؤازرة جيشه البطل استعدادًا لخوض معركة استرداد الكرامة. فكان النصر الساحق الذي تدرس خططه وبطولاته حاليًا في الاكاديميات العسكرية العالمية.
هذا الجيش ذاته هو الذي يخوض الآن ـ مع الشرطة المصرية الوطنية ـ المعركة الفاصلة ضد الارهاب الأسود المدعوم من قوي تريد استمرار حالة الفوضي الاقليمية الحالية. عبر الانتقاص من سيادة الدولة علي كامل تراب الوطن. تحقيقًا لمصالح سياسية واقتصادية للقوي الكبري وعلي رأسها الولايات المتحدة. والقوة الاقليمية الطامحة لأن تكون القوة الوحيدة في المنطقة. ولكن هيهات أن يتحقق لهم أي من اهدافهم وهم يواجهون جيشًا وطنيًا يقف لهم بالمرصاد مدافعًا عن الأمن القومي المصري.
والآن. من حق كل مصري أن يتطلع لأن تكون هذه المعركة البطولية التي يخوضها جيشه العظيم ضد الارهاب. مع حرب موازية لا هوادة فيها ضد الفساد. بداية حقيقية للوصول إلي الهدف الأكبر الذي تتطلع اليه جموع المصريين. وهو تحقيق النهضة الشاملة التي يعود عائدها علي الجميع بالتساوي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف