يكتب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نجاحه في تحويل بلاده إلي سجن كبير، لا يعيش خارجه سوي أنصار الرئيس الذي تعتقل سلطاته كل من يخالفه في الرأي والتوجه، حتي كاد كل أنصار حركة «الخدمة» التي يتزعمها المفكر فتح الله جولن يغادرون بلادهم، هربا من بطش الرئيس، ويحدوهم الأمل بقرب انقضاء تلك الغمة التي لو طالت أكثر من هذا ستضيع تركيا في غياهب الجب. فلا حياة سياسية حرة، ولا اقتصاد حر، ناهيك عن تراجع المستوي القضائي في تركيا بعد تعمد السلطات فصل كل من ينتمي لـ«الخدمة»، ليعيش الأتراك عصرا لم يعهدوه من قبل، رغم وعود رئيسهم بأن تكون بلاده جنة الله في أرضه، فحولها الي مقبرة. حتي أنه فشل في تحقيق نبوءة وزير خارجيته ورئيس وزرائه الأسبق أحمد داود أوغلو بأن تتحول تركيا الي «زيرو مشكلات» مع الجيران، فأصبحت مصدرا لإزعاجهم.
تعبير «مقبرة» ليس من عندي، فمن يطالع الأخبار يعرف مدي معاناة الشعب التركي، فقد نشرت صحيفة زمان التركية (باللغة العربية) خبرا مفاده غرق قارب يحمل أتراكا كانوا يحاولون الهرب من بطش السلطات التركية في نهر ماريتسا، وتم العثور على ثلاثة جثامين لسيدة وطفليها من أصل الذين كانوا على متن القارب. وتبين أن المراة - 37 عاما – تم فصلها من عملها بقرارات حالة الطوارئ المعلنة بحجة التصدي للانقلاب الفاشل. ويشير الخبر إلي أن بحر إيجة ونهر ماريتسا الذين يفصلان بين تركيا واليونان، باتا أخيرا مقبرة لأنصار حركة الخدمة، حيث يتعرض المتهمون بالانتماء اليها للفصل من العمل بالحكومة والمنع من ممارسة عمل آخر في القطاع الخاص والتهميش والضغط الاجتماعيين وسحب أو إلغاء جوازات سفرهم، كما يتعرض المعتقلون منهم للمعاملة السيئة والتعذيب في مراكز الأمن والسجون وفق تقارير محلية ودولية.
وتعتقل السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب في يوليو الماضي، أكثر من 55 ألف شخص، بينهم 18ألف سيدة وحوالي 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب.