عندما كتبت هنا، يوم 6 فبراير الماضى تحت عنوان “نحن والقمامة” مطالبا بأن تكون النظافة أحد المشروعات القومية التى تستحق تعبئة الجهود من أجلها، اسعدنى أن وجدت تجاوبا من اصدقاء ومعارف كثيرين، غير أن ما يدعونى للتفاؤل أكثر هنا، هو الأنباء التى تكاثرت فى الفترة الاخيرة حول هذا الموضوع. فوزير البيئة د.خالد فهمى وقع مذكرة تفاهم لإنشاء شركة مساهمة لإدارة منظومة المخلفات بحضور وزراء التنمية المحلية وقطاع الأعمال والانتاج الحربى ومحافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر يقول إن المحافظة ستبدأ تطبيق منظومة النظافة الجديدة بجميع المدن والقرى “بهدف رفع مستوى الخدمة والقضاء على تكدس القمامة فى الشوارع”. والدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية يتابع جهود دعم منظومة النظافة من خلال سيارات كبس القمامة، والتعاون مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى فى المحافظة. تلك أخبار طيبة أتمنى أن نرى مثيلا لها فى كل محافظات مصر بلا استثناء. غير أننى أضيف هنا بعض الاقتراحات التى أقدمها للسادة وزراء البيئة والتنمية المحلية والمحافظين وكل من يهمهم الأمر، وتدور حول فكرة التشجيع والدعم المعنوى لجهود النهوض بالبيئة والنظافة، فلماذا مثلا لا يكون هناك- على نطاق كل محافظة- تنافس سنوى حول أنظف قرية وأنظف مدينة فى كل مركز؟ ولماذا لا يشجع الأثرياء والأعيان على الإسهام فى تلك الجهود؟ ثم لماذا لا يكون هناك تنافس سنوى أيضا بين محافظات مصر كلها فى هذا المضمار؟ إنها ليست قضية بيئة فقط ولكنها قبل ذلك وبعده قضية وطنية بامتياز. وعيب أن نقول إننا ننظف بلدنا لأنه بلد سياحى! نحن ينبغى ان ننظف بلدنا لأنها فقط بلدنا نحن، مصر، التى ينبغى أن نثبت اننا نستحق الانتماء إليها! تتبقى ملاحظة أخيرة أهمس بها فى أذن المسئولين عن عمال النظافة فى الشوارع، وهى أن يؤمنوا لهؤلاء حياة كريمة تغنيهم عن تصور أنهم متسولون فى هيئة عمال نظافة!