رغم شدة عواصف التشكيك المصحوبة برياح محملة بغبار الفتنة فإن مصر مازالت قادرة على مواصلة إضاءة شموع الأمل التى بددت كل ظلام أراد الكارهون نشره فى ربوع الوطن تحت أوهام القدرة على إحداث تمزق فى الجبهة الداخلية، باختلاق حكايات وروايات ملفقة أغلبها مجرد ظلال باهتة لأحداث وقعت تباعا وبتسلّل زمنى مقصود وفق خطة مدروسة عشية الانتخابات الرئاسية الوشيكة.
ولعل ذلك ما يدفعنى إلى المطالبة بعدم ترك أى قضايا تثير تساؤلات لدى الرأى العام كألغاز ليس لها مفاتيح، فلابد أن يعرف الناس ما لابد لهم أن يعرفوه لإزاحة الغموض عن أى تساؤلات حتى لاتبقى هناك شاردة أو واردة حائرة أو غامضة فى أفق المشهد السياسى الذى يراد له أن يظل ضبابيا بتكثيف سحب الأكاذيب، بينما لدينا الكثير والكثير من الحقائق التى تدحض كل هذه الافتراءات وتكشف حقيقة ودوافع كل من توهموا القدرة على إفشال العرس الانتخابى بنظرية «كرسى فى الكلوب»!
إن المكاشفة والمصارحة باتت أمرا ضروريا لإحباط وإجهاض تلك الحرب الخبيثة التى تستهدف تسميم العقول، فالحقيقة وحدها هى السلاح الأمضى والأهم فى أيدينا مهما تعاظمت المحاولات ومهما تكن القوى الظاهرة والقوى الخفية التى تحرك بعض الدمى السياسية ومحاولة جذب الاهتمام بعيدا عن الحرب الشريفة لتطهير سيناء من الإرهاب.
وهنا ينبغى أن أقول: إن أحد أهم الدروس التى تعلمناها فى بداية ارتيادنا بلاط صاحبة الجلالة أنه يتعين على كل من يمسك فى يده بقلم ليستمتع بحق إبداء الرأى أن يكلف نفسه عناء ومشقة البحث عن الخبر الصحيح والمعلومة الدقيقة.. وليس هناك ما يمكن أن تعتز به مهنة البحث عن المتاعب سوى شرف القدرة على أداء الواجب مهما تكن التحديات والمصاعب ومهما تكن هناك من التباسات تصنعها الظروف المتغيرة بين الحين والحين بسبب وجود ألغاز ليس لها مفاتيح قادرة على التعامل مع «كوالين» الحقيقة.
خير الكلام:
مراجعة الأخطاء ضرورة، ولكن الانشغال بها مفسدة!