الوفد
محمود غلاب
الاستحقاق الأهم
الاستحقاق الأهم فى مصر أصبح على الأبواب، وهو انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات قادمة، أهمية هذه الانتخابات التى يقوم فيها المواطنون بالإدلاء بأصواتهم للمرشح الذى يختارونه رئيساً، لا تقل أهمية عن حرب مواجهة الإرهاب التى تقوم بها قوات الجيش والشرطة من خلال العملية الشاملة سيناء 2018.
محاربة الإرهاب والانتخاب يجتمعان فى هدف واحد وهو تحقيق الاستقرار، فدولة غير مستقرة تشبه فريسة يتصارع عليها الذئاب، وهذا ما تسعى إليه جماعة الأشرار من خلال تحريضها على مقاطعة الانتخابات.
الكلمة أصبحت للشعب فى هذه الانتخابات باعتباره صاحب السيادة وحده، يمارسها ويحميها، وهو مصدر السلطات، ولا تعبر الانتخابات إلا عن إرادته وحده فى ترسيخ قواعد الديمقراطية والشرعية من خلال ممارسته لحقه الدستورى.
مطلوب من «60» مليون مواطن مقيدين فى كشوف الناخبين توجيه رسالة قوية إلى العالم عبر هذه الانتخابات يؤكدون فيها إيمانهم بالديمقراطية، التى تعتبر طريقاً ومستقبلاً وأسلوب حياة بالنسبة للمصريين.
المصريون قادرون على صنع المعجزات تظهر معادنهم وقت الشدائد، والوطن يمر بمحنة، ويحتاج إلى جهد كل ابن من أبنائه، على الجميع أن يثبت عملياً أن الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة، جزء من هذه اليد وهو القوات المسلحة والشرطة هناك فى سيناء تخوض معركة الكرامة والشرف ضد الإرهابيين الممولين من دول وأجهزة مخابرات عالمية، والجزء الآخر من اليد هو الشعب الذى يجب أن يسير بالملايين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس، مطلوب أن نجعل من أيام الانتخابات الثلاثة عرساً للديمقراطية نرد فيه الجميل للرجل الذى وضع روحه على كفه لإنقاذ هذا الوطن الذى كان مهدداً بالسقوط، هذا الرجل جاء إلى موقع المسئولية بأمر تكليف من الشعب عندما لم يجد هذا الشعب من يحنو عليه بعد قفز جماعة الإخوان الإرهابية على السلطة، فكان السيسى هو اليد الحانية التى امتدت إلى الشعب لتأخذ به إلى بر الأمان، استكمال المسيرة وإتمام بناء الدولة، وتحقيق الحلم فى وصول مصر إلى مكانتها اللائقة بها، هل كثير عليه أن يقف المصريون عدة ساعات أو يوماً كاملاً فى طوابير الناخبين للتعبير عن رأيهم فى الرئيس الذى يتولى أمر البلاد خلال الأربع سنوات القادمة؟ والله ليس كثيراً أن نخرج شباباً وشيوخاً ونساء نلون أصابعنا بالحبر الفسفورى فى لجان انتخاب رئيس مصر بعد أن وفرت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم كافة التيسيرات وسبل الراحة التى تعين الناخبين على أداء واجبهم الدستورى فى صورة تعكس الوجه الحضارى لمصر أمام العالم الذى سيراقب هذه الانتخابات من منظور أهمية مصر ومكانة شعبها الذى قام بثورتين فى أقل من عامين.
لابد أن يبرهن الشباب على حبهم لوطنهم، وأن تثبت المرأة أنها ذاهبة إلى الانتخابات لرد الجميل عن المكاسب التى حصلت عليها، وأن تجسد أم الشهيد وزوجته معانى التضحية والمثابرة وأن يعتبر العامل صوته فى الانتخابات هو الترس الذى يدير مصنعه، ويعتبره الفلاح الماء الذى يروى زراعته، ويعتبره الطالب سلاحه فى تحصيل دروسه، نحن أمام امتحان صعب إما أن ننجح فيه، ونثبت للعالم أننا ملايين المصريين سننتخب رئيسنا من خلال صناديق الاقتراع طبقاً لدستورنا الذى وافقنا عليه، أو نخفق ولا نلوم إلا أنفسنا، قبل أن نأخذ القرار لابد أن ننظر حولنا ونفكر هل استقرار الدولة كثير عليه يوم نمارس فيه حقنا الانتخابى لنثبت للعالم أننا يد واحدة فى الحرب على الإرهاب وفى الرد على جماعات الشر المحرضين على السلبية، لن نبقى فى البيت يوم الانتخاب، لن نستجيب لدعوات المضللين الذين يقومون بدور سارق الفرح من خلال تصدير الأزمات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف