الأخبار
خالد رزق
الشجعان في بلادي
وتسمع بعضهم يقول »بيموت لنا عساكر من ولاد الغلابة»‬.. ولست أحب وإنما أكره أن أذكرهم كونه معلوما بالضرورة ولكل من يحيا علي هذه الأرض أن كل ذكر مصري صحيح البدن والعقل وليس وحيداً لأمه وأبيه أو لم يكن العائل الوحيد لأمه وابنها الأكبر يلتحق بالجيش إلزامياً..
فالتجنيد وهو شرط من شروط المواطنة وإعلان للرجولة لا يفرق بين فقير وغني متعلم وجاهل، وأمام »‬كل» هؤلاء وإلي جوارهم يتصدر القتال ضباط من خيرة شباب الوطن وهبوا أعمارهم فداء له ولأمنك المباشر، وجميعهم عرضة للموت والشهادة وفي أي وقت.. وهم من كل بيوتنا لا فرق بين مصري ضابط ومصري مجند..
و الأمم صاحبة الأصل والحضارة وحدها تصنع أوطاناً ينتمي إليها كما حال أمتنا المصرية.. ولا يجاورنا في هذه المساحة الوجدانية من الانتماء بمنطقتنا كلها غير السوريين واللبنانيين والعراقيين والإيرانين والليبيين والجزائريين والتوانسه واليمنيين والعمانيين وبالتأكيد شعب الجبارين الفلسطينيين فعند أهل هذه البلاد يزف الشهيد الذي هو مصدر فخر وعزة لعائلته ولقريته أو بلدته ومدينته ومحافظته بأكملها إلي مثواه الأخير.. فليس هناك بعد الشهادة مجد، فحزننا علي فراق فرساننا رجالنا أسود هذه الأرض هو حزن نبيل ليس فيه قهر وإنما فخر يليق بهم ويرتقي لقدر ومقام أرض ووطن جبلنا علي استرخاص الأرواح في سبيله.
و إلي كل من يستكثر علي الوطن رجاله أقول »‬يا »‬ من لا تفهم ولا تدرك قيمة الوطن.. تشهد عليك كلماتك بأنك لست عاقلاً ولست محسوباً علي الرجال بل والبشر بالأساس فإن لم يخطر ببالك أن روحك أنت نفسك تهون وترخص فداء لوطنك ولمجتمعك الذي تحيا ويعيش وسطه أهلك، أمك وأبوك وزوجك وأبناؤك، وصرت تحسب ما لا يحسبه الكرام أبناء الكرامة والعزة من دمائهم ورحت تحصي علينا شهداءنا.. »‬ فأنت »‬ تسقط من أعيننا جميعاً، فنحن يا جاهل في قلب الوغي نحارب ولا يرتفع لنا شهيد إلا وقد خلف وراءه العشرات من رمم الأعداء ولا يرتقي هذا البطل الشهيد إلا وكان لنا بموقعه في الميدان عشرات الرجال »‬صناديد» يطلبون النصر ويرجون الشهادة.
في بلادي هناك نيل يجري منذ الأزل وإلي أن يشاء الله.. وعلي ضفتيه تنمو الأشجار جذورها راسخة، جذوعها صلبة عصية علي الكسر.. وتنبت البذور خيراً طيباً، ويولد الشجعان.. رجال يحرثون ويحرسون لا يهابون شيئا وهم يعرفون كيف يكون الحصاد حصاد ثمار الأرض وحصاد أعناق العدا.. وفي ذلك عزتهم يدركونها أو يموتوا دونها.. وهم للجهاد منذرون إلي يوم الدين.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف