إن سألوك عن الرجال.. فقل لهم إن الرجال في سيناء قد ذهبوا إليها يحمون الأرض.. ويصونون العرض.. ليسلموها للأجيال القادمة طاهرة مطهرة من دنس الإرهابيين والتكفيريين وأعداء الحياة.
قد لا تصدقون إن العبارة السابقة قد كتبها لي أحد ضباط الشرطة من رتبة الملازم أول منذ أسبوع تقريباً وهو يتحرك مع زملائه من رجال القوات المسلحة والشرطة في طريقهم لتحرير سيناء وتطهيرها بالكامل.
كما أنهي تلك العبارة بهذا الدعاء "التعلق بالله هو الأمن الذي لا يصاحبه خوف.. والمطأنينة التي لا يشوبها قلق.. فيا رب لا تعلق قلوبنا إلا بك وبالشهادة في سبيك".
أي إيمان هذا الذي يمتلئ به قلب رجل من رجال الشرطة لم يتجاوز عمره 23 عاماً وأي ثقة تلك التي تجعله يؤكد أنه ومع زملائه سوف يطهرون سيناء من أعداء الحياة.
اليوم ومع استمرار عملية سيناء 2018 التي تشارك فيها قواتنا المسلحة الباسلة وبمعاونة صادقة من الشرطة بنجاح ساحق نجد أن جميع الجماعات المتطرفة قد أصيبت بحالة من الارتباك.. وطغت حالة من السعار علي جماعة الإخوان وحلفائها من التنظيمات الإرهابية.. وكان واضحاً من خلال تصريحات هيئة عمليات القوات المسلحة إنه منذ أن قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكليف الجيش والشرطة بالقضاء علي الإرهاب في سيناء خلال ثلاثة أشهر ان كافة الأجهزة المعلوماتية قد تحركت في كافة الاتجاهات لرصد مواقع تجمع الإرهابيين وكيفية حصولهم علي الإمدادات اللوجيستية المختلفة لهم وطرق اختبائهم ونوعية أسلحتهم.. وبناء عليه تم وضع الخطط المناسبة وكذلك البديلة وإعداد التشكيلات والعناصر اللازمة من الجيش والشرطة المتخصصة في أعمال مكافحة الإرهاب وتدريبهم وتأهيلهم نفسياً قبل القيام بتلك العملية البطولية الناجحة بكل المعايير.. وفي ذات الوقت كان حماية المدنيين الأمنيين من أهالي سيناء ضمن الخطة الموضوعة مع توفير كافة الاحتياجات الغذائية والطبية والحمائية لهم.. ولذلك نجد أن عدد القتلي من العناصر التكفيرية في الأيام الأولي لتلك الملحمة لم يكن كبيراً.. وبطبيعة الحال حاول المشككون من التقليل من جدوي تلك العملية العسكرية الشاملة.. إلا أنهم لم يفطنوا أن الجيش المصري لا يمكن أن يوجه سلاحه لأبناء وطنه من المصريين الأبرياء من أهالي سيناء.. ولكن بمرور الوقت وبتعاون الشرفاء من المدنيين هناك تم إنزال أكبر الخسائر لهؤلاء الإرهابيين سواء في الأرواح والمعدات مع محاصرة المنافذ أو المخابئ التي كان من الممكن اللجوء إليها هروباً من الضربات المكثفة التي توجهها قوات الجيش والشرطة لهم.
ولعلنا لاحظنا أيضا أنه في الوقت الذي تواجه فيه قواتنا المسلحة هؤلاء الإرهابيين بكل قوة فإنه قد تم إبادة المئات من الأفدنة المزروعة بمخدر الحشيش والبانجو والتي تمثل أحد مصادر الدخل لهؤلاء التكفيريين بالاضافة إلي تهريب السلاح أيضا.
اننا اليوم في أشد الحاجة بالفعل إلي تكوين ظهير شعبي متماسك وقوي لمساندة الجيش والشرطة في مواجهة تلك العناصر الإرهابية وذلك من خلال تقديم المعلومات التي تساعدهم في الوصول لتلك العناصر سواء في مناطق سيناء أو المتواجدين في كافة أنحاء الوطن.. والتصدي لأي محاولات لشق الصف الواحد في مجتمعنا الأصيل.. كذلك الحال بالنسبة للإعلام الوطني الحر الذي يجب أن يؤازر ويدعم رجالنا من الأبطال الذين يواجهون الإرهابيين مقدمين حياتهم فداء لنا من خلال المسارعة في دحض الشائعات ومحاولات تسريب الأخبار الكاذبة للتأثير السلبي علي معنويات البسطاء.
ولابد أن نشارك جميعاً في تلك الملحمة.. فالوطن ليس قاصراً علي رجال الجيش والشرطة فقط.. بل هو وطننا جميعاً تربينا وعشنا فيه ومن واجبنا أن نحميه ونحافظ عليه.
وتحيا مصر