سكينة فؤاد
سيناء 2018.. رسالة حب جديدة لمصر
معان أجمل وأعمق لما يطلقون عليه عيد الحب يقدمه أشرف وأنبل أبناء مصر من المقاتلين فى معركة جديدة من المعارك التى خاضها آباؤهم وأجدادهم عبر تاريخهم الطويل والعميق حبا لأرضهم ودفاعا عنها.. وفى حربهم العادلة ضد الموت والكراهية والغدر وإهدار دماء المصريين تتجدد وتتأكد الأهداف التى تواصل تحقيقها العملية الشاملة لسيناء 2018.. فى رأيى أنه لم يعشق شعب أرضه كما أحب المصريون بلادهم وضحوا واحتملوا وقدموا من تضحيات وما يفعلونه على أرض بلدهم الآن هو وجه من أنبل وأعمق ألوان ووجوه الحب وفى التحليلات الاستراتيجية من أشهر معاركهم خاصة فى انتصارهم فى 73.. ان تجليات بطولات المقاتلين هى التى هزمت تفوق سلاح العدو وتفسر معنى شعب تمتد جذوره لآلاف السنين فى أرضه وهو ما يفسر أيضا كم الغناء لها والتغنى بها ـ لا أظن أن شعبا غنى لأرضه كما غنى المصريون وحجم الاحتفاء والهوس بالمصريات ودفع المليارات لاقتناء آثارها!!
وما يدور الآن من عبور جديد لاجتثاث ما زرع من إرهاب فى سيناء وكان الإخوان وباعتبارهم الزارعين الأساسيين له على استعداد لايقافه فى دقائق إذا تراجع عن اسقاط حكمهم.. ومع تطهير وتأمين سيناء تطهيرا وتأمينا كاملا برا وبحرا وجوا إذا ما سعت مخططات قديمة وجديدة لمزيد من تفجير قلب المنطقة التى تحولت إلى حلبة صراع سياسى وعسكرى وتدريبى لاستخدام أحدث الأسلحة والمعدات والأدوات وكل ما ينذر باستلاب سيادة وحقوق كل من يقف ضعيفا وسط غابة بشرية متوحشة مات وشبع موتا فيها ما أطلقوا عليه القانون الدولى وماتت معه أيضا أى آثار أو ذكريات لضمير أو مبادئ إنسانية أو استحقاقات شعوب ليس لها جند ودروع حامية.
أكتب بعد البيان السابع للقوات المسلحة والأرقام تتصاعد عن حجم ما كشفته ودمرته سيناء 2018 من أسلحة متقدمة وأنفاق ومخازن سرية وعشش إيواء وسيارات محملة بالسلاح ومتفجرات ومواد حارقة بعضها لا يوجد إلا فى الولايات المتحدة وإسرائيل!!
وأعداد ضخمة من العناصر الإرهابية بينهم أجانب وسيارات دفع رباعى ودراجات بخارية.. لمن تم إعداد كل هذا ومن دفع مليارات التكلفة.. وماذا يستهدف المخططون والممولون؟!.. الأهداف واضحة وضوح الرسائل التى ترسلها سيناء 2018.. للأقرب والأبعد.. وسواء البر أو البحر أو الجو وما تستطيعه مصر بشعبها وجيشها وشرطتها إذا استجد داع من دواعى حرب يقود إليها صراع القوى الباغية التى تملأ المنطقة وتوحشت الأطماع لصناعة مزيد من الصراع التى تقف مصر وسطه صلبة وصامدة ومتحدية.. وكلما استطاعت بمعجزات وبالصمود البطولى لأبنائها أن تتجاوز كل ما وضع ومازال فى طريقها من عقبات وتحديات وانتصرت فى حربها على الإرهاب وحققت نجاحات مطردة فى النمو والتنمية والبناء والتعمير ازداد سعار وجنون من أضيرت أطماعهم ومصالحهم المحرمة وفشلت مخططاتهم لهذا جاءت سيناء 2018 ضرورة حياة وإنقاذ وتجربة عملية للمواجهة مع جميع الجبهات إذا جنحت أو جنت أو توهمت أى قوى دولية أو إقليمية أو داخلية أنها تستطيع أن تمثل خطرا أو تهديدا على هذا الوطن.
ما حققته سيناء 2018 واصطفاف المصريين وراءها تأييدا وإيمانا بأهدافها واحتفاء واستعدادا لمزيد من التضحية من أجل بلادهم. وتفرض طرح سؤال مهم.. ألا يجب أن يكون أداء المسئوليات والتكليفات فى أنحاء الدولة على مستوى الأداء البطولى الذى يتجلى كل يوم فى عمليات ونتائج سيناء 2018 وإذا كان المصريون يستطيعون أن يؤدوا هذا الأداء الرائع والمخلص ويضحوا بالحياة من أجل بلادهم ورغم الظروف البالغة القسوة والإهمال والفساد والإفساد التى عاشوها عشرات السنين وحلمهم منذ فجر تاريخهم وحتى ثورتهم فى 25 يناير وموجتها الأكبر فى 30/6 ـ العيش الآمن والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية فماذا يحدث من معجزات إذا تحقق لهم ما خرجوا وثاروا من أجله ونادوا عليه فى ميادين مدنهم ومحافظاتهم وإذا نالوا استحقاقاتهم الواجبة فى جودة الخدمات التى تقدم لهم وفى مقدمتها الصحة والتعليم وتطهير المحليات والقضاء على التمييز المخجل والمؤسف واحترام وتطبيق القانون وبلا تمييز أيضا والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، خاصة فى عوائد استثمار ثروات بلدهم والانجازات الضخمة التى تحدث الآن
والثقة فى الحريات، المسئولة التى تؤكد أن الانتصار فى معارك الإرهاب وبناء المشروع الوطنى الكبير يدعمه ويشارك فيه الحريات والرأى الآخر الذى يستهدف تصحيح وتقوية المسارات.
التناقض بين كفاءة الأداء القتالى والبسالة بالاستشهاد وكل ما يقدم وجها من أروع وأعمق وجوه الحب وبين أشكال أداء وإهمال لا تليق بالشعب الذى يصنع ويزرع هذا الحب ويقدم هؤلاء الأبطال.. والحمد لله أن تضحيات المصريين وصبرهم واحتمالهم لم ترتبط أو تشترط مكاسب يحققونها أو مصالح يحصلون عليها وإن كان هذا لا يبرر وجوها وأشكالا مؤسفة للإهمال والتهاون ولا مبالاة مسئولين ومحافظين وإدارات محلية يمارسون الحكمة الشهيرة ـ لا أري.. لا أسمع..لا أتكلم ـ فقط بما يناقض الواقع وآلامه ومعاناة المواطنين.. وللأسف فإن هؤلاء المسئولين وهذه الأجهزة هى الأكثر إلتصاقا بالمواطن.!!
تحية إجلال واحترام لخير أجناد الأرض الذين يسطرون ببطولاتهم رسالة حب وفداء وحياة جديدة لبلادهم.