محمد صلاح
قلم رصاص «مصر الجديدة» والورد البلدى!
تعرف تتكلم بلدى، وتشم الورد البلدي وتعيش الحلم العصري، يبقى انت أكيد المصري.. على أنغام موسيقى عمر خيرت، جلست منبهراً بصورة مصر الجديدة، صورة مصر القوية التى شاهدها العالم أجمع خلال عمليات «العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨»، كنت أجلس منتشياً وأنا أرى مصر الجديدة بشموخها، وقوتها، وعزتها، خلال المؤتمر الصحفي العالمي للمتحدث العسكرى لقواتنا المسلحة، والذي عقد بمركز المنارة العالمي للمؤتمرات، كل من شاهد الصورة جيداً بضميره الوطني، رأى مصر التى عادت شمسها تضىء، رأى قوة مصر وهى تعرض للعالم بكل دقة نتائج العمليات في إبهار حقيقي خطف أبصار العالم، من حيث التقديم الجيد، ووقوف عمالقة الأسلحة الثلاث بجوار المتحدث العسكرى، يسردون لوسائل الإعلام بكل دقة وحرفية ومهارة تكنولوجية كل خطوات بداية العمليات بحراً و براً وجواً، في إبداع فاق أي مؤتمر صحفي عالمي لأكبر دول العالم فكانت الصورة.. مصر الجديدة؟
نعم كانت الصورة هى «مصرالجديدة» التى تدير وتخطط حربها ضد الإرهاب بمفردها، مصر الجديدة ووردها البلدى من خير أجناد الأرض داخل القوات المسلحة، الذين يخوضون حرباً أخرى لا تقل عن شهامة وشجاعة الجنود في ميدان الحرب ضد الإرهاب، إنهم رجال الشئون المعنوية للقوات المسلحة، الذين يصلون الليل بالنهار، من اجل أن يقولوا للعالم هذه هى مصر الجديدة، وهؤلاء هم أجناد مصر، وهذه قوة تسليح مصر التى تمت في أربع سنوات بما يشبه المعجزة، التطوير في كل شىء كان الهدف، من ملابس الجنود والضباط، ومن الرصاصة حتى الصاروخ، من تدريب احترافي جعل دول العالم الكبرى تتسابق لإجراء المناورات معنا، فكانت الصورة هى «مصر الجديدة»!؟
نعم كان الهدف الأسمى هى صورة مصر القوية، لم ينشغل جيشنا العظيم بدعاوى أصحاب الأجندات وروايات جيش المكرونة والمزارع السمكية، ولكن انشغل فقط برسالته السامية وهى الحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، وكيفية توجيه كافة الإمكانيات لتكوين جيش قوى ليس من حيث التسليح فقط، ولكن بتطوير كافة الأسلحة والجيوش وإدخال أحدث التكنولوجيا العالمية والتدريب الاحترافي، وبخلاف ذلك كان دوره العظيم من خلال مساعدة أجهزة الدولة في تشييد وبناء المشروعات القومية وتحديث البنية التحتية لمصر الجديدة التى نهبها رموز الفساد خلال 40 عاما مضت؟
إن مصر الجديدة التى رأيتموها خلال المؤتمر الصحفي العالمي للعملية الشاملة بسيناء، كانت نتاج جهد انتحاري يسابق الزمن من جنود مجهولة في القوات المسلحة لا يحبون أن تظهر اسماؤهم أو صورهم، بل يحبون فقط أن يرى العالم مصرهم العظيمة شامخة أبية، وجيشا عظيما يحمى الأرض والعرض، وفي النهاية أوجه لمهاجمي جيش مصر من أعداء الداخل والخارج رسالة أستاذ جامعي عراقي كتبها بدموعه يقول فيها «أتعجب عندما أرى مصريين يتفوهون بسوء عن جيشهم، أفلا تنظرون إلى من فقد جيشه كيف أضحى، أنا عراقي فقدت زوجتي وفقدت اثنين من أبنائي، كنت أستاذاً جامعياً والآن لا جامعة ولا أمان ولا بيت ولا زوجة ولا أموال.. فإن أردتم أعيرونا جيشكم ان كنتم تنبذونه، وإن كنتم لا تريدونه، أعيرونا قواتكم تحمى أرضنا وتستر نساءنا، وتحمى دماءنا وأموالنا. أعيرونا جيشكم وخذوا منا ما تريدون، ولكن للأسف لن تجدوا لدينا شيئاً، فقد فقدنا كل شىء، وفى انتظار أجل الله؟