كرم جبر
مصر تحت الأضواء الكاشفة !
الرسالة التي يجب أن تخرج من مصر، هي وقوف المصريين جميعاً خلف دولتهم، والبيان العملي هو ذهاب الملايين إلي اللجان الانتخابية، ليختاروا رئيسهم في السنوات الأربع القادمة، فأهل الشر يفتشون عن أي ثغرة ينفذون منها، لتشويه العرس الانتخابي الكبير، والزعم بأن نتيجة الانتخابات محسومة، فلا داعي لذهاب الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وبدأت هذه النغمة تتزايد الآن.
التحديات كبيرة وفي صدارتها استكمال مسيرة الدولة علي صعيدين: الأول المضي في الحرب ضد الإرهاب، حتي يتطهر كامل التراب الوطني من العصابات الإجرامية، وذهاب الملايين يوم الانتخابات، تفويض جديد للدولة المصرية، التي آلت علي نفسها أن تخوض الحرب العادلة إلي نهايتها، والأمر الثاني هو استمرار خطة بناء الدولة الحديثة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لتنال المكانة التي تستحقها بين الدول، ونبني وطناً نزهو به أمام العالم كله.
لم يعد مبرراً عدم الخروج، بعد أن استرد الناخبون حقوقهم في التصويت الحر، وتوافرت كل الضمانات الضرورية، وأهمها وجود قاضٍ علي كل صندوق، مما يعني استحالة تزييف إرادة الناخبين، أو التصويت نيابة عنهم كما كان في عهود سابقة، واسترد المواطن حقه كاملاً، ولا ينبغي أن يفرط فيه في أي انتخابات قادمة، ونحن مقدمون في غضون سنوات، علي انتخابات برلمانية ستحدث نقلة هائلة في الحياة السياسية.
الغرض من الدعاوي المغرضة لعدم الذهاب إلي الانتخابات، هو مخاطبة الخارج، وتركيز الكاميرات علي اللجان ضعيفة الإقبال، ونسج قصص وروايات حول أسباب العزوف، وربط ذلك بأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية علي غير الحقيقة، ويجب أن نقول لهم بالصوت العالي »لقد خاب مسعاكم».. فالمصريون الذين ذاقوا الأمرين في السنوات الماضية، يتمسكون بالاستقرار والحياة الآمنة، ويتحملون من أجل ذلك تضحيات، يستحقون الشكر والثناء عليها.
الدور الملقي علي عاتق الصحافة والإعلام غاية في الأهمية، فالانتخابات تحت الأضواء الكاشفة، وتحت سمع وبصر أكثر من 60 منظمة حقوقية محلية ودولية، وأكثر من 600 مراسل صحفي من مصر والخارج، والعيون كلها تنتظر السلبيات لتسلط عليها الأضواء، وواجب إعلامنا الوطني بكل ألوانه، أن يكون ظهيراً للدولة المصرية، ويبادر بنشر الحقائق، ويدحض الشائعات أولاً بأول.
المنطقة من حولنا تراقب وترصد وتحلل، والشعوب التي نُزع عنها الأمان، وتشردت بفعل الحروب الأهلية والجماعات الإرهابية، تنظر لمصر كنموذج وقدوة، وكلما قدمنا لهم صورة سليمة عما يجري في بلادنا، انفتحت شهيتهم للسير علي خطي التجربة المصرية، التي تلقي في سلة المهملات بقايا الربيع العربي، الذي تحول إلي جحيم، اكتوت بنيرانه الدول والشعوب.
ويبقي البطل دائماً وهو المرأة المصرية، التي تشرف بها الوطن في أحلك الأزمات والمحن، وخرجت من بينها تصرخ بأعلي صوتها دفاعاً عن وطن، هي أحن عليه من أي قوي أخري، وتحملت فاتورة الأزمة الاقتصادية عن طيب خاطر، ومن واجب الوطن أن يرد لها الجميل، ويقول شكراً نساء مصر.. ووسام علي صدر كل من يرفع علم بلاده عالياً.