" فيها حاجة حلوة " إي والله هذه البلد فيها سر عجيب وسحر رهيب يربط ولادها بيها طول العمر مهما شرقوا ومهما غربوا ومهما واجهوا من تحديات تجعلهم ناقمين عليها الا انهم لا يستطيعون مقاومة حبها.
منذ اقل من شهرين وبالتحديد في اخر ديسمبر ٢٠١٧ دعا الدكتور محمود الشربيني استاذ العناية المركزة والخبير في طب الحالات الحرجة بالمملكة المتحدة واحد ابناء مصر الابرار من المصريين في الخارج الذين ذاع صيتهم في اوروبا وامريكا ودول الخليج في مؤتمر طبى دولي كبار الاطباء في العالم والمتخصصين في المجال بتقديم استشارات طبية مجانا للمرضى والاطباء في الدول النامية خاصة مصر كنوع من رد الجميل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. المدهش هو الاستجابة الفورية للدعوة حيث قام عدد كبير من شباب الاطباء العاملين في غرف العناية المركزة في العديد من المستشفيات في سائر انحاء الجمهورية بالتواصل مع الدكتور الشربيني وفريق الاستشاريين واسفرت عن النجاح عن علاج حالات غيبوبة وجلطات كبرى بالمخ وحالات اصابات بالمخ نتيجة لحوادث الطرق وكذلك حالات فشل حاد في وظائف التنفس والكبد وحالات فشل في وظائف القلب والدورة الدموية
هذه الدعوة نجد فيها ليس فقط حاجة واحدة حلوة بل حاجات حلوة كثيرة اولا انها تنقذ حياة المرضى في غرف العناية المركزة وتجنبهم مشقة السفر للخارج لتلقى العلاج على أيدى كبار المستشارين في الدول الكبرى وما ادراك ماهي تكاليف العلاج هناك وبالعملة الصعبة كمان في ظل وجود كثيرين ممن لا يملكون اصلا ثمن العلاج من الصداع.
والحلو ايضا انها مجانا والاحلى ما قاله الدكتور محمود الشربيني استاذ الرعاية المركزة وحالات الطب الحرجة ان شباب الاطباء قد اطلعوا على احدث الاساليب العلاجية المتبعة عالميا في كبريات المستشفيات عن طريق التواصل عبر شبكة الانترنت مع اساتذة لديهم خبرات كبيرة في علاج مثل هذه الحالات
والحق ان الابن البار ببلده الدكتور محمود الشربيني مهموم بإصلاح المنظومة الطبية في مصر من منطلق ان شباب الاطباء لاتتيسر لهم فرص الاحتكاك بكبار الاخصائيين للاستفادة من خبراتهم ولديه فى ذلك الامر اقتراح بان يقوم كل طبيب كبير بتدريب عدد من الاطباء الشباب في عيادتهم الخاصة على ان يكون ذلك شرطا لتجديد ترخيص العيادة للاستشارى سنويا على ان يلازم هؤلاء الاطباء الشبان الاستشاري في المستشفيات الخاصة التي يعمل بها الاستشاري حيث ان المستشفيات الجامعية و المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لا تقدم التدريب والتعليم الكافيين لشباب الاطباء نظرا لانشغال كبار الاطباء في عيادتهم والمستشفيات الخاصة
واقترح ايضا الدكتور الشربيني على الدولة ان تفرض على المستشفيات الخاصة اتاحة الفرصة للتدريب على أيدى كبار الاساتذة العاملين فيها كشرط لمنحها رخصة سنوية وان يعالج كل استاذ واستشارى وأخصائي كبير حالة صعبة مجانا بعيادته ولو مرة في الشهر وكذلك تقوم المستشفيات الخاصة بإجراء عملية جراحية مجانا كل يوم للمحتاجين وغير القادرين الامر الذى يساهم في الارتقاء بمستوى اطباء المستقبل وفى نفس الوقت مساعدة المرضى غير القادرين الى ان يشملهم نظام تأمين طبى حقيقي
الفكرة جيدة واتمنى ان تجد قبولا مثل سابقتها ممن يحبون فعلا مصر في الداخل او الخارج
فوفقا للشربيني انه تواصل معه شباب الاطباء العاملين بالعناية المركزة في مستشفيات عسكرية وجامعية ومن مستشفيات بالأقاليم تابعة لوزارة الصحة في حالات صعبة عبر الانترنت حيث تم فيها التواصل مع استشاريين في دول اوروبية من الذين ابدوا استعدادا للمساعدة وأتت بنتائج مثمرة في علاج المرضى ومن شدة الاستجابة عرض العشرات من أهالي المرضى اوراق خاصة بحالات ذويهم الذين يعالجون بالمستشفيات المختلفة وتم التواصل مع أطبائهم مشيرا الى ان العديد من اهل المرضى امثال ضمور العضلات والشلل الرعاش وامراض المخ والاعصاب المزمنة تواصلوا معنا لعلاج مرضاهم الا اننا قد بيننا ان الدور الذى نقوم به هو المشاركة في نقل خبراتنا في علاج الحالات الحرجة التي تعالج في غرف العناية المركزة بين الحياة والموت
وبما ان الدعوة وجدت استجابة كبيرة ، نأمل في زيادة عدد الاساتذة والاستشاريين المصريين الراغبين في التعاون شاكرين للاستشاريين الاجانب الذين قدموا النصيحة في حالات حرجة كثيرة لإنقاذ ارواح المصريين.
ودوما مصر فيها حاجة حلوة وهم ولادها المصريين الابرار