راندا يحيى يوسف
جامعة أسيوط .. تتحدى الأورام
ممالاشك فيه ان نشر الوعى الصحى بالمجتمع يتوقف على عدة محددات أهمها التعاون المستمر بين الدولة ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال لتقديم الدعم اللازم للجهات الصحية والمرضى خاصة فى حالات الأمراض الخطيرة والمزمنة ،والأمر الذى يستحق الإشادة هو إدراك تلك المؤسسات أهميةتقديم الدعم النفسى للمرضى وذويهم والذى يعتبر بمثابة علاج تأهيلى للمريض لكى يتقبل حالته ومن ثم يستجيب للعلاج بشكل أفضل.
من هذا المنطلق وفى بادرة هامة يُحتذى بها قامت كلية الطب - جامعة أسيوط بإنشاء أول قسم لعلاج أهالى الصعيد من مرضى الأورام وخاصةً غير القادرين على تخطى مراحل المرض الذى يوصف بلا أدنى مبالغة بأنه أخطر الأمراض وأكثرها قسوة وضراوة ،تأتى المبادرة على خلفية عقد الجامعة لمؤتمر طبى موسع ضم نحو سبعمائة طبيب من مختلف الجامعات المصرية ، ومن خلاله تم عرض آخر ما توصل إليه العلم فى مجال علاج الأورام والعلاج المناعى وأحدث الأبحاث والتطبيقات المستجدة فى أساليب العلاج، وأوضح الدكتور سمير شحاته رئيس قسم الأورام بطب أسيوط ان الجامعة عقدت عدة بروتوكولات موحدة مع اللجنة القومية للأورام لكى يتم تعميمها على مستوى مراكز الأورام جميع المحافظات.
وبنظرة خاطفة على المنظومة الصحية؛ نرى أنها بحاجة قصوى لمزيد من الدعم والتعميم لتلك المبادرات التى تمس حياة المواطنين وتساعد بالفعل فى تحسين نوعية الحياة للمرضى ، كما تتيح اللقاءات المباشرة بين الأطباء والمرضى من خلال ورش العمل الطبية خلق قنوات إتصال لتحسين الخدمة الطبية وتوفير الأدوية ورفع مستوى الوعى لدى المرضى و ذويهم بصفة خاصة وباقى أفراد المجتمع بشكل عام ، مما يساعد المرضى على التعايش مع المرض والإندماج داخل المجتمع ويزيد من تفاعلهم مع متغيراته، بالإضافة إلى تمكينهم من الحصول على حقوقهم كمواطنين.