سيبقى «عبده مباشر» نموذجاً مُتفرداً فى عالم الصحافة بل والوطنية المصرية، وسيأتى اليوم الذى سيتم تخليد تجربته لتصبح مجالاً للدرس والتدقيق والوقوف أمامها كثيراً، أمام أجيال لم تعط هذه التجربة حقها الذى تستحقه. هو الصحفى الكبير الذى أبدع نحو خمسة وثلاثين كتاباً بمداد من تجاربه الشخصية، وخبرته الصحفية، وقربه من دوائر اتخاذ القرار، ودراساته المتعددة، ومهنيته، وهو المحرر العسكرى المعروف والمراسل الحربى الشهير الذى أصبح بالفعل أشبه بدائرة للمعارف فى العلوم العسكرية والسياسية وخبيراً حقيقياً فى قضايا الصراع العربى الإسرائيلى. وهو صاحب التاريخ الطويل فى العمل التطوعى والمقاومة الشعبية، بدأها بالتطوع فى كتائب الفدائيين لطرد الإنجليز من مصر، وانضم لقوات الحرس الوطنى والمقاومة الشعبية بعد نكسة يونيو، ثم تطوع وهو مدنى بالمجموعة 39 قتال المعروفة بقوات الكوماندوز التى شاركت فى العمليات العسكرية خلف خطوط العدو بسيناء حتى عام 1972، تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعى، ومنحه الرئيس السادات على أثرها نوط الشجاعة من الطبقة الأولى ورتبة عسكرية فخرية، ليصبح أول مدنى يحصل على هذه الرتبة بقرار جمهورى.
تجربة عبده مباشر ستبقى متفردة أمام كل صحفى يعرف معنى الوطنية، وتجرى فى دمائه الروح العسكرية المصرية ، ويدرك معه معنى أن تترك مؤلفات تعكس قيمة كل هذا . أما من يعرف عبده مباشر الانسان سيدرك أنه الرجل الكبير الذى يملك روح الشباب، والمفكر الذى يتسم بأخلاق المتواضعين، والخبير الذى يعى أدوات عصره المُتجددة، إن نموذج الأستاذ عبده مباشر يستحق أن نقف أمامه، ونستحق منه أن يقدم لنا مؤلفاً جديداً عنوانه كيف تصبح صحفياً ليس فقط مهموماً بقضايا الوطن، ولكن أن تشارك الوطن همومه على الأرض، بعيداً عن الشعارات البراقة!