فى ضرورة مشاركة المواطنين فى الإدلاء بأصواتهم تختلف الآراء.. البعض يرى ضرورة فرض عقوبة على عدم المصوتين.. والبعض يرى غير ذلك.. ولكننى أرى أهمية إقناع الناس بالتصويت؛ لأنه من العار أن تكون مصر قد عرفت ـ ومارست ـ الدساتير والبرلمانات منذ عام 1866 أيام الخديو إسماعيل، بينما مازلنا نناقش: لماذا يحجم الناس عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟
وحاولت ـ الدولة المصرية ـ إقناع الناس بأهمية التصويت، حتى إنها كانت تقدم تذاكر سفر بالسكة الحديد مجاناً لمن له حق التصويت، المقيم أو من يتواجد ويعمل فى غير دائرته الانتخابية.. ولكن نفس الدولة المصرية سمحت للمواطن بتغيير موطنه الانتخابى، وبذلك توقفت عن صرف تذاكر السفر المجانية، هنا قلت: وماذا عن المصريين بالخارج؟! ورد اللواء رفعت قمصان، بكل خبرته الانتخابية، وقال: تلك مشكلة بالذات للمصريين فى بلاد واسعة الأطراف مثل أمريكا وكندا.. خصوصاً أن إجمالى من يلتزم منهم بالتصويت لا يتعدى 350 ألف مصرى.. بينما الكل يتحدثون عن 10 ملايين مصرى مقيمين بالخارج.
<< وهذا يجرنا إلى نقطة حيوية هى نسبة من يلتزم باستخدام حقه الانتخابى إذ هى لا تتجاوز 10٪ أو 15٪ ممن لهم حق التصويت.. وقلت لا تحدثونى عن معدلات الأمية فى مصر.. إذ نرى شعوباً أخرى ربما هى أكثر أمية من المصريين ولكنهم ـ هناك ـ تتجاوز نسبتهم 60٪، وأحياناً 65٪. ونحن بهذه النسبة المتدنية يمكن أن نتحدث عن أن الأقلية ـ دائماً ـ هى التى تحكم مصر.
<< والمشكلة الآن أن أغلبية المصريين يرون أن الرئيس السيسى سوف يفوز فى الانتخابات القادمة سواء ذهبوا للتصويت أو تكاسلوا فلماذا يتعبون.. ويذهبون ليقفوا فى الطوابير؟!!
ولكننى أرى أن التصويت حق.. وواجب على كل مواطن. ونعلم حجم العداء من حكومات عديدة حولنا.. وكيف ينفقون وكم ينفقون لكى يدمروا الدولة المصرية.. ولذلك أرى التحدى هو الذى يجب أن يسود.. على الأقل لنقول للعالم إننا نريد الاستقرار.. وإننا نحلم باستمرار برامج التنمية والبناء، ولذلك سوف ننتخب عبدالفتاح السيسى لمدة رئاسة ثانية، على الأقل لنقول للعالم: نحن الشعب المصرى نريد ذلك.. لكى نقطع أى شك.
<< فهل ـ يا ترى ـ نعيد تفعيل العقوبة لكى نقنع كل المصريين بضرورة الذهاب إلى صناديق التصويت.. وبالمناسبة بعض النوادى الرياضية تفرض عقوبات على من لا يذهب للتصويت على مرشحى النادى.. فلماذا لا نفعل ذلك فى الواجب الأكبر والأهم.. وهو إدارة الوطن.. وأتذكر هنا أن كثيراً من المصريين فى الانتخابات السابقة على مدى نصف قرن كانوا يحرصون على «التصويت» حتى لا يقعوا تحت طائلة هذه العقوبات المالية.
<< إذ ربما بعد تفعيل تلك العقوبات المالية نرتفع بنسبة المصوتين ولو إلى 50٪ ممن لهم حق التصويت.. حتى نقول حقيقة إن الأغلبية هى التى تحكم.. وليست أقلية هؤلاء.
إن نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة هى خير رد.. وخير رسالة نبعث بها للعالم كله.. قبل أن نجعلها تلطم المتآمرين على هذا الوطن الغالى.