يسرى حسان
إيناس عبدالدايم الضلع الثالث
لدينا في تاريخ وزارة الثقافة وزيران مهمان. حقق كل منهما إنجازات ملموسة للثقافة المصرية فترة توليه الوزارة.
الوزيران هما ثروت عكاشة وفاروق حسني. اختلف حولهما كما شئت. لكنك لن تستطيع إنكار ما حققاه لثقافة مصر من إنجازات مهمة. ولو سألتني إلي أيهما تميل أكثر. سأقول بدون تردد وباطمئنان شديد: فاروق حسني.
ومنذ 2011 وحتي الشهر الماضي تعاقب علي وزارة الثقافة ثمانية وزراء تقريباً. وأقول تقريباً لأن كثرتهم تلخبط. ثم إنني بليد في الحساب. بعض هؤلاء الوزراء لم ينجز شيئاً. والبعض الآخر لم يأخذ فرصته لتحقيق إنجاز يحسب له. وهناك من خرب مؤسسات الوزارة بجلب أشخاص لرئاستها هم أبعد ما يكونون عن الثقافة وإدارتها. ثم مضي إلي حال سبيله غير مأسوف عليه. لن أذكر أسماء. فهؤلاء لا تجوز عليهم سوي الرحمة. ثم إن من عادتي ألا أهاجم شخصاً ترك منصبه.
في ظني أن الوزيرة الحالية د.إيناس عبدالدايم يمكنها أن تكمل أضلاع المثلث إذا أرادت. وأعتقد أنها تريد. فالذي يتابع نشاطها وحماسها للعمل. ويطلع علي أفكارها. يدرك أنه أمام وزيرة مختلفة تفكر خارج الصندوق. ولديها رغبة حقيقية في تقديم شيء مفيد إلي هذا الوطن. ولديها القدرة علي إدارة الأمور بطريقة تمكنها من تحقيق أهدافها.
إيناس عبدالدايم تاريخ طويل من الإنجار الفني والإداري. لذلك هناك تفاؤل بوجودها علي رأس الوزارة. خاصة أنها تشرف الكرسي الذي تجلس عليه. فهي واحدة من كبار الفنانين والمثقفين في مصر. وصورة مشرفة للمرأة المصرية التي إذا اتيحت لها الفرصة. ووثق فيها المجتمع. حققت الكثير من النجاحات. وظني أن الجميع يثق في قدراتها وإمكاناتها.
وبمناسبة الكرسي الذي يتخوف الكثيرون من تغير من يجلس عليه. وتردده في اتخاذ القرار في الوقت المناسب. وإعطاء أذنيه لأصحاب المصالح والوشاة. أعتقد أن د.إيناس عبدالدايم التي تمرست علي الإدارة وصادفت الكثير من هذه التصرفات. أذكي من أن تقع في مثل هذه المطبات.
هناك من سيحاول شغلها بأمور ثانوية وتضييع وقتها في افتتاحات واحتفاليات ما أنزل الله بها من سلطان. ومشاكل يمكن أن يحلها مدير إدارة أو وكيل وزارة. وأعتقد أنها ستكون مدركة لذلك ولن تضيع وقتها فيما لا يفيد.. المثلث ينتظر أن تكتمل أضلاعه وهي مؤهلة لذلك.