المصريون
رضا محمد طه
عوار ترديد كليشيهات في غير وقتها
"إنت إيه يهودي؟" تلك الكلمات التي قالها عادل إمام لأحد اليهود الإسرائيليين خلال مسلسل "دموع في عيون وقحة"، وقتها كان لها وقع جميل وضحكنا جميعاً من تلك المفارقة حيث لم يكن قد حدث تقارب في بعض الأمور مع الدولة العبرية مثل الآن، للدرجة التي أصبح من النشاز أن يستخدم البعض كليشيهات جاهزة من أرشيف يبدو أنه لا يطرأ عليه جديد ولا يتماشي مع مستجدات الأوضاع. بعض تلك الكليشيهات النمطية فقدت الكثير من تأثيرها وقدرتها علي الإثارة وإلهاب حماس الناس وأصبحت علي درجة كبيرة من الإبتذال من فرط الإستخدام والإستغلال في غير سياقها ووقتها.
ليس دفاعاً عن منظمة العفو الدولية، أو تغيير موقف من بعض يهود دولة إسرائيل المغتصبين لحقوق الفلسطينين وأصحاب المخططات الشيطانية للوصول لأهدافهم، لكن ما قاله أمس علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب في مداخلة له بإحدي الفضائيات عن أن من قام بإنشاء منظمة العفو الدولية يهودي معادي جداً-علي حد قوله-للدول العربية، وان للمنظمة أزرع سياسية "قذرة" في بعض الدول تهدف لضرب البلاد في أنظمتها وجيوشها وزعزعة الإستقرار.
معظم مذيعي ومحتكري شاشات الفضائيات عند توجيه إتهامات يستخدمون مراراً وتكراراً شماعات جاهزة وحفظها الجميع وأصبحت معروفة حتي للأطفال الصغار، وكذلك أسماء منظمات أو بلدان عربية أو غير عربية-بإستثناء الدولة العبرية-لكن أن يصر الأستاذ علاء عابد علي إستخدام الكليشيهات القديمة، فهذا يدل علي أن الأرشيف أو المصدر الذي يستقي أو يأخذ منه قديم قوي، وبحاجة إلي تجديد حتي يتماشي ومصداقية خاصة مع المتغيرات الجديدة في السياسات بين الدول والأنظمة أم أنه يريد أن يغرد خارج السرب أو يسبح ضد التيار؟.
يستدعي البعض كليشيه "قاطعوا المنتجات....." وأكبر الظن أنه للمزايدة علي الوطنية وغيرها من الأمور التي أصبحت لا تخفي علي أحد، مثل دعوة البعض لمقاطعة المنتجات التركية، وهم لا يعلمون أن تركيا تعتبر سوق كبير للصادرات المصرية، والتي هي في زيادة علي الدوام، حيث وكما تقول الإحصائيات أنها وصلت في العام الماضي 2017 إلي ما يقرب من 900 مليون دولار، وهو مكسب كبير للإقتصاد المصري، لأننا بالتأكيد لن نكسب شيء من العنتريات الفارغة والضجيج بلا طحين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف