الأخبار
فرج ابو العز
رياح شرق المتوسط
لا يمكن الحديث عن العملية الشاملة التي بدأتها قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الساهرة لتطهير سيناء الغالية من الإرهاب الأسود تحت اسم »سيناء 2018»‬ بمعزل عما يجري في المنطقة بشكل عام ومنطقة شرق المتوسط بشكل خاص.. المنطقة تعيش غليانا وصراعا إقليميا رهيبا وإعطاء رسالة لكل الأطراف أن جيشنا علي أهبة الاستعداد القتالي ضرورة للحفاظ علي التوازن المطلوب في المنطقة والتي تلعب فيه مصر دورا أساسيا بل مفصليا وها نحن نري عدواناً سافراً من الاحتلال الإسرائيلي علي سوريا الشقيقة وكذلك عدوان تركي قردوغاني علي عفرين السورية.. إذن الوضع ملتهب ولابد أن تكون مصر العروبة علي أهبة الاستعداد ليس لشن حروب ولكن للتدخل لحماية مصالحها إذا لزم الأمر.
نأتي لمنطقة شرق المتوسط الذي يحاول أردوغان نيرون أنقرة أن يشعلها طمعا وبلطجة أو بالأدق قرصنة علي حقول الغاز الطبيعي التي اكتشفت بالمنطقة ونحن لسنا بمعزل عن ذلك فلابد من حماية مصالحنا الاقتصادية في حقل ظهر العملاق للغاز وبضراوة.
هذا الحديث ليس من منطلق التكهن بل حدث بالفعل وبدأ التحرش التركي بقبرص التي أعلنت الأسبوع الماضي أن الجيش التركي منع منصة حفر تعاقدت عليها شركة إيني الإيطالية من الاقتراب من منطقة للتنقيب عن الغاز الطبيعي ما يعطي إشارات صريحة لاضطرابات حول الثروات البحرية في شرق البحر المتوسط..
وقال رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس إن بلاده تتخذ الخطوات »‬اللازمة» تجاه الأمر لكنه بدا حريصا علي التخفيف من أي تصعيد.
والحقيقة أننا لسنا بعيدين عن القضية بل تمسنا وفي اعتقادي أن تحرش تركيا بقبرص ما هو إلا جس نبض لشريكتها الكبري مصر فمنصة الحفر »‬سايبم 12000» التي أوقفتها تركيا كانت متجهة لمنطقة كاليبسو التي تبعد أقل من 100 كيلو متر عن حقل ظهر العملاق قبالة الساحل المصري فالحقيقة الواضحة أن اكتشافات الغاز في شرق المتوسط تقلق تركيا خاصة مع إطلاق مصر استراتيجية التحول لمركز إقليمي للطاقة.
ولنقترب أكثر من الصراع المتوقع فحقل ظهر بامتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط علي بعد 5 كيلو مترات من الحدود البحرية المشتركة المصرية القبرصية وإعلان مصر عن بدء الإنتاج منه في وقت قياسي لم يستغرق العامين ونجاحها في تكوين تحالف دولي إقليمي ثلاثي يجمع مصر واليونان وقبرص لابد وأن يزعج قردوغان أنقرة فالتقارب بين القاهرة ونيقوسيا يعد أداة ضغط علي تركيا ويخلق لها حالة من الاستفزاز السياسي خاصة أنها تحتل الجزء الشمالي من الأراضي القبرصية، وكذلك لا تقل العلاقات المصرية اليونانية عن العلاقات القبرصية ما يمثل تحديا كبيرا أمام تركيا حيث إن أكثر ما يثيرها اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر وقبرص في 2013، والتي اكتشفت مصر بموجبها حقل ظهر، بالإضافة إلي سعي القاهرة إلي ترسيم الحدود مع أثينا لاستكمال التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط، ما حدا بوزير خارجية تركيا لأن يزعم بأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا تحمل أي صفة قانونية، الأمر الذي ردت عليه القاهرة ونيقوسيا بكل حزم وشدة عبر تأكيد أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية بأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها حيث تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة.
أما عن علاقة العملية الشاملة ضد الإرهاب »‬سيناء 2018» بما يحدث في المنطقة فهي رسالة لمن يدعمون الإرهاب في المنطقة وعلي رأسها قطر وتركيا أننا لم ولن نسمح بوجود إرهابي علي أرضها ولتذهب الأموال التي يمولون الإرهابيين بها ذر الرماد.. أيضا هي رسالة للإرهابيين الذين تسللوا لسيناء بعد هروبهم من سوريا والعراق أنكم جئتم لحتفكم فمصر ستظل دائما وأبدا مقبرة للغزاة.. الأمر الثالث الذي لا يقل أهمية عن سابقيه هو أن تلك العملية شاملة تشارك فيها كافة الأسلحة بما فيها القوات البحرية بجانب الشرطة المدنية بما يعني أننا جاهزون لكل الاحتمالات فها هي قطعنا البحرية مستعدة للذود عن سواحلنا ومصالحنا الاقتصادية وعلي الباغي تدور الدوائر.
حفظ الله مصر.. حفظ الله جيشها الباسل وشرطتها الساهرة.. حفظ الله شعب مصر العظيم.. حفظ الله أبطالنا في سيناء الذين يقدمون أبدع أمثلة التضحية والفداء.. حفظ الله قيادة مصر التي تعمل بجدية وشجاعة علي كافة المحاور فهي تبني وتعمر ولا تتواني في الوقت نفسه عن محاربة الإرهاب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف