اسامة الغزالى حرب
اليوم العالمى للطالب المصرى
أرجو وأتمنى أن يكون طلاب جامعات مصر محتفلين اليوم بيومهم العالمى الذى يعرفه الكثيرون من الطلاب العرب والأجانب، يوم 21 فبراير! هل تحتفل اليوم اتحادات طلاب الجامعات المصرية به كما اعتادت أجيالنا؟ هل تنظم اتحادات طلاب الجامعات (الحكومية، والأهلية والخاصة) لقاءات أو ندوات أو مؤتمرات تستذكر هذا اليوم المشهود من تاريخ النضال الوطنى لطلاب مصر ضد الاحتلال البريطانى منذ أكثر من سبعين عاما؟ لا أعرف ولكننى أكرر تمنياتى أن يحدث ذلك، كأحد عناصر أو مقومات التنشئة السياسية والتربية الوطنية للطلاب قبل أن يجرفهم طوفان الفيس بوك وتويتر! فعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ساد المصريين شعور بأنه آن الأوان لأن تستكمل مصر استقلالها المنقوص الذى حصلت عليه عبر مراحل كفاحها الطويل منذ ثورة 1919 ثم تصريح1922 وصولا إلى معاهدة 1936 أو «معاهدة الصداقة والتحالف» التى أعطت لمصر استقلالا منقوصا. وفى سياق الحركة الوطنية المصرية المطالبة بالاستقلال التام والجلاء، عقدت «اللجنة التنفيذية العليا للطلبة»، أى اتحاد الطلاب، مؤتمرا عاما بجامعة القاهرة فى 9 فبراير 1946 طالب بإلغاء معاهدة 1936 وجلاء القوات البريطانية، وبدأت موجات المظاهرات الطلابية تعم القاهرة والأقاليم تباعا (الإسكندرية، المنصورة، الزقازيق ..إلخ فضلا عن طلاب الأزهر)، ثم تصاعدت الاحتجاجات التى لحقت بها جماهير الشعب، إلى أن وصلت ذروتها بالمظاهرات الشاملة والإضراب العام يوم 21 فبراير، الذى شهد المصادمات مع القوات البريطانية التى كانت مرابطة فى ميدان الإسماعيلية (التحرير حاليا) وسقوط 28 قتيلا ومئات الجرحي، وأعلن طلاب السودان وسوريا ولبنان والأردن تضامنهم مع طلاب مصر ليصير يوم 21 فبراير يوما عالميا للطالب المصري. إنه تاريخ مجيد علينا أن نستذكره ونستوعب مغزاه ودروسه اليوم للملايين من طلاب مصر!