الأخبار
حمدى رزق
بوست دكتور شريف
»امبارح المدير النوباتجي بالليل كلمني قبل ما امشي الساعة (7)، إن فيه عيان من العريش عايز ييجي ياخد جرعة العلاج الكيماوي اللي ميعادها فات من ثلاث أيام.. ومش عارف يطلع من العريش علشان الحرب اللي دايرة هناك.
كلمنا ضابط نعرفه في الجيش وحكينا له الحكاية، بعد شوية جالنا مكالمة طالبين بيانات أكتر ومستندات، بعتناها فورا علي التليفون، ومن الساعة خمسة صباحا وهما بيتابعوني برسايل من ساعة ماوصلو للولد في بيته، وكل ما يعدي كمين يبعتو ولما عدي النفق بعتو.. ولحد ماوصل المستشفي.. ولسه بيطمنو انه خد الجرعة.. النهارده، وفي الصورة دي، فيه بطلين، بطلنا الطفل المريض اللي الجيش جابه من العريش علشان ياخد جرعته، وبطل الجيش المصري اللي جاي يطمن علي الولد، ومش عارف أقول إيه.. ربنا يحمي جيش مصر.. ويرجع لنا ولادنا بالسلامة.. خير أجناد الأرض»‬.
نصاً بعبله وبعاميته المحببة يستحق »‬بوست» الدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفي 57 التسجيل امتيازاً، بوست يحصد إعجابات لافتة، ويشيّره المحترمون تشييراً كثيراً، يرد ببساطته علي أراجيف المفتئتين علي جيش مصر العظيم، جيش في قلب الحرب يتفرغ نفر من مقاتليه لعملية نقل طفل من جوه بيت في وادي في سيناء إلي مستشفي 57 ليتلقي جرعة الكيماوي علي وقتها وحال بينه والجرعة الشافية احترازات الحرب.
الجيش المصري العظيم لا يفارق الحقوق الإنسانية، وتجري عملية إجلاء عاجلة لطفل مريض من قلب سيناء إلي القاهرة في مهمة إغاثية طارئة، يمر المريض من الكمائن واحداً تلو الآخر، وخط ساخن مع المستشفي لتأمين الجرعة، وما إن بلغ الطفل المريض إلي المستشفي لم ينس الضابط الإنسان الذي أشرف علي المهمة الإغاثية أن يتصل بالدكتور شريف يطمئنه علي تعاطي الطفل جرعة الكيماوي متمنياً له الشفاء العاجل، ثم يعوده في المستشفي تالياً.
هذا جيش عظيم في خدمة شعب عظيم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ورغم الحرب الشاملة، توفر لهذا الجيش قلب كبير، وواجب إنساني إغاثي مضرب الأمثال، بوست دكتور شريف أبلغ رد علي منظمات الإخوان (بتوع القنابل العنقودية) وعلي (الفجرة) من الخونة الذين لا ينتسبون بأية حال لشعب سيناء الذين يتحدثون بالكذب عن الحالة الاجتماعية السيناوية في زمن الحرب، ويستحلون دماء الشهداء، ويجولون ببضاعتهم الفاسدة يتبضعون بمزاعمهم علي الصفحات الفيسبوكية يزعمون تنكيلاً بأهلنا وهم إخوان كاذبون.
إنهم لا يتأخرون عن الغوث، وتلهج الألسنة السيناوية بآيات الشكر لجيش الوطن، ويعلم أهلنا أن بعد العسر يسرا، إن بعد العسر يسرا، وأن العملية سيناء 2018 تحمل البشري لأهل سيناء، يودعون زمناً صعيباً، كان كلاب النار يقتلون الشيوخ والنساء والأطفال، ويخطفون ويذبحون لبث الذعر، ويستعرضون بالرايات السوداء في الشوارع.
سيناء ستودع أيامها السوداء، تعود إلي سيرتها الأولي، تزرع الزيتون، وتغني في ضوء القمر، ويروي الأجداد للأطفال ما تيسر من سيرة »‬مجاهدي سيناء» الذين بذلوا الدماء حباً في أغلي اسم في الوجود، ولا تقبل بغير علم الوطن بديلاً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف