الجمهورية
علاء معتمد
حوار مع صديقي الثائر
لي صديق ثائر دائما.. يعيش حالة ثورية لا تنتهي.. لا يعجبه العجب.. ولا الصيام في رجب.. كل شيء عنده قابل للنقد والانتقاد.. نظره يذهب مباشرة للنصف الفارغ من الكوب.. لكنه وطني حتي النخاع.
كان من أشد المؤيدين لثورة يناير.. وفي طليعة الثائرين المتوجهين لميدان التحرير.. انتقد نظام مبارك وهتف بسقوطه.. ولما جاء الاخوان للحكم ورأي منهم ما رأيناه جميعا.. لعنهم.. وطالب بمحاكمة قياداتهم.. وهتف بأعلي صوته " إنزل ياسيسي.. مرسي مش رئيسي ".. فلما تولي السيسي الرئاسة انتقده.. ولم يقتنع بكل ما يتم إنجازه ولم تقنعه المشروعات القومية الكبري.. فهاجم قناة السويس الجديدة التي شقها المصريون في 12 شهرا.. والعاصمة الإدارية والوجهة الحضارية التي ستنقل مصر للعصر الحديث.. وزراعة 1.5 مليون فدان التي توفر للمصريين قوتهم ليملكوا قرارهم.. وشبكة الطرق والأنفاق التي ربطت كل شبر في جسد الوطن ببعضه.. والإسكان الاجتماعي الآدمي للشباب ولساكني العشوائيات.. ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء التي خدمت الصعيد المنسي.. وغيرها من الانجازات.
صديقي الثائر كان يستنكر إعادة تسليح الجيش . ويتساءل لماذا كل هذه التكلفة في وقت لا نحارب فيه عدوا ؟ وما فائدة حاملات الطائرات والغواصات والطائرات الحديثة في محاربة عصابات إرهابية تختبئ في الجحور؟ وكنت أحاول اقناعه دون جدوي.
لكن صديقي فاجأني منذ أيام بقوله : يظهر كان عندك حق.. وان الرئيس السيسي كان بعيد النظر في تسليح الجيش.. وأنه كان محقا في شراء الميسترال والرافال والـ f16 پوالغواصة 209.. وأن العملية الشاملة لتطهير سيناء جاءت في وقتها المناسب.
فتحت فمي مندهشا.. فأخذ يشرح لي : الوضع أخطر مما تصورنا جميعا.. بقايا الدواعش في العراق وسوريا يبحثون الان عن موطن جديد بعد طردهم.. وأردوغان وعدهم بسيناء.. والاخوان يمهدون لهم الطريق علي الحدود الليبية.. وتميم يوفر لهم التمويل.. والسلاح يأتيهم عبر الانفاق ومن خلال البحر والبر.. والأوضاع في البحر المتوسط تزداد سخونة.. والاتراك يهددون حقول الغاز المصرية والقبرصية واليونانية.
كل هذا كان يفرض وجود جيش مصري قوي.. يمتلك السلاح القادر علي حماية أرض سيناء من أطماع الطامعين الذين حاولوا مرارا اقتطاع هذا الجزء الغالي من أرض الوطن.. مرة بحجة توطين الفلسطينيين.. وأخري لاستيعاب بقايا الدواعش والجماعات الارهابية التي أعلنت منها ولاية سيناء..
وجيش يمتلك السلاح القادر علي حماية ممتلكات وثروات ومقدرات المصريين في البر والبحر وقطع يد كل من تسول له نفسه بالاقتراب منها..
ثم أضاف.. لا تندهش فالرجوع للحق فضيلة.. وكلنا - كما قال الرئيس - في هذا الوطن شركاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف