عصام الشيخ
مصر تستطيع . بأبناء النيل
تحت رعاية رئيس الجمهورية تشهد مدينة الاقصر نهاية الاسبوع انطلاق المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر في الخارج الثالث بمدينة الأقصر تحت عنوان ¢مصر تستطيع بأبناء النيل¢. ويستمر لمدة يومين. ويشارك فيه 21 عالماً مصرياً متخصصاً في مجالات الري والموارد المائية والزراعة والتغذية والعلوم والأبحاث المتعلقة بها. والذي يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بربط المصريين في الخارج بالوطن وقضايا التنمية. والتطوير التي حددت محاورها استراتيجية التنمية المستدامة ¢مصر 2030¢. كما يعتبر النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر في الخارج ¢مصر تستطيع¢ باعتباره أحد المحاور الاستراتيجية التي تتبناها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج لربط الطيور المهاجرة بالوطن.
وقبل بداية فعاليات المؤتمر. والدخول في تفاصيله لابد من التأكيد علي اهمية التنسيق والتعاون الذي تم بين كل من وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج. ووزارات الري. والإنتاج الحربي. والتعليم العالي والبحث العلمي. وشركة الريف المصري. لتنظيم المؤتمر. الذي يكشف ان الحكومة لم تعد تعمل في ¢جزر منعزلة¢ تلك السمة التي عانت منها الدولة المصرية لسنوات. وقبل ذلك كله اعلان البنك المركزي رعايته الرئيسية للمؤتمر مما يؤكد اهميته بالنسبة للاقتصاد المصري. وهو ما يعكس تضافر مؤسسات الدولة.
اعتقد ان انعقاد هذا المؤتمر بعنوانه المميز يعكس حجم الاحساس بالمسئولية لدي القائمين عليه. ومدي ادراكهم لخطورة قضية المياه والتحديات السبع التي تواجه الدولة والممثلة في محدودية الموارد المائية. وزيادة حدتها خلال الفترة البسيطة الماضية. مع الزيادة السكانية المضطردة وتحسن مستوي المعيشة. بجانب النمو الصناعي والزراعي . وانعكاس ذلك علي زيادة الطلب علي المياه حيث زاد عدد السكان الي 90 مليون نسمة بجانب 8 ملايين نسمة مقيمين خارج البلاد. وكذلك اتساع الفجوة الغذائية بين الاحتياجات الغذائية والإنتاج الغذائي المحلي. وانخفاض كفاءة استخدام المياه. وذلك في كافة القطاعات المستهلكة للمياه. وتدهور شبكتي الري والصرف ومحطات الطلمبات. علاوة علي تلوث المجاري المائية وتدهور نوعية المياه. واخيرا التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية المتوقعة.
ايضا اعتقد ان المشاركة من قبل الاطراف المختلفة في الحوار والمناقشات حول قضية العجز المائي وآليات مواجهتها يسهم في اعتقادي الشخصي عن امكانية خلق منفذ ومناخ استيعابي للعقول المصرية المهاجرة في مجالات البحث العلمي والأكاديمي والاجتماعي في مجال تنمية الموارد المائية والتنمية العمرانية واستصلاح الأراضي الزراعية للدولة المصرية. خاصة ان جلسات المؤتمر تجمع أجهزة الحكومة المصرية والجهات المعنية بذات الشأن. ومن ثم يعملان معا من أجل تحقيق أكبر استفادة علي المستوي القومي. وان كنت اري ضرورة ان يكون هناكپجلسة خاصة لعرض التقنيات الحديثة في مجالات تحلية المياه وترشيد الاستخدامات والقضاء او الحد من التلوث البيئي للمجاري المائية لتكون استرشادية للمسئولين الوطنيين اصحاب الشأن.
ايضا اتوقع ان تكون المناقشات التي سوف تدور بين علماء مصر بالخارج والمشاركين من الوزارات المعنية جادة وحاسمة تسهم في وضع خارطة طريق للدولة المصرية خلال السنوات القادمة. وبما يتوافق مع الخطط الوطنية التي يتم تنفيذها حاليا لمواجهة التحديات . ويضع اكثر من الية للتواصل المستمر بين الاطراف. وان يقوم علماء المهجر بتقديم مقترحات تطبيقية للمشاكل المائية مصحوبة بتقنيات علمية قابلة للتنفيذ. وان يقدموا لابناء الوطن خبراتهم. وعلاقاتهم الدولية للتعامل مع قضية مياه النيل والبدائل المختلفة لتصبح المياه اداة للتعاون وليس للصراعات والحروب.
خارج النص:
من واقع التخصص في قضايا المياه والبيئة لسنوات طويلة استطيع ان اجزم . وبوضوح ان الرئيس السيسي نجح في وضع التحديات المائية التي تواجه الدولة علي قائمة اولويات الحكومة بما يقدمه من دعم مباشر لمشروعات المياه. وغيرها من خطوات علي المستويين الاقليمي والدولي . ومحل اهتمام كل المصريين. والخارج . وهو لم يحدث من قبل اي رئيس من قبل.