الجمهورية
مرعي يونس
مصر تتحدث عن نفسها
نجحت مصر في إيصال رسالة شديدة الأهمية لأعدائها وللمأجورين الإرهابيين ولداعميهم ولأصحاب الأجندات ومخططات التقسيم. هذه الرسالة مفادها أن مصر عصية عليهم جميعاً وأنها - ضد الشدائد والمحن والملمات - قادرة علي الدفاع عن نفسها وأرضها وحماية مكتسبات شعبها. فمصر هي كنانة الله في أرضه - ونحن لا نردد هذه العبارة كالببغاوات - إنما نعرف معناها جيداً فالكنانة هي الجعبة والموضع الذي تحفظ فيه السهام وأدوات الدفاع والجهاد.. وهذا يعني أن سلاح المصريين جاهز "وصاح" دائماً للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه.. والمصريون في رباط إلي يوم القيامة أي أنهم مستعدون اليوم وغداً إلي أن تقوم الساعة لدحر الأعداء ورد كيدهم إلي نحورهم.. ومصر تعدادها يزيد علي مائة مليون نسمة.. جاهزون جميعاً لحمل السلاح شباباً وشيبة رجالاً ونساءً وصبية وفتياناً.. وقد قضت إرادة الله أن يكون قدر مصر هو الدفاع عن أمتها العربية وتحريرها من المستعمرين والمغامرين والمقامرين وأصحاب السوابق القديمة أولئك الذين جاءوا من وراء البحار والمحيطات غازين وناهبين وقد فعلت مصر ذلك عبر تاريخها حينما ردت التتار والصليبيين وغيرهم وستفعل ذلك إن شاء الله.
تقول لنا سجلات التاريخ وصفحاته أن الهجمة التتارية كادت تطيح بالعالم الإسلامي لولا مصر وكادت تطيح ايضا بتراث الإسلام وعلومه لولا قيام الأزهر علي أرض الكنانة فكان وجوده إرادة إلهية لحماية الدين واستمرار رسالة التوحيد الخالصة علي الأرض.
ومن يقرأ تاريخ مصر ويمعن فيه النظر والفكر. لابد أن يتعجب فمصر ليس بلداً عادياً. علي أرضها صنع الفراعنة العجائب وهي أرض الأنبياء أرض التوحيد والديانات السماوية الثلاثة كانت الملاذ والمأمن لأنبياء الله والصالحين من عباده إليها هاجر أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر المصرية التي أنجبت النبي إسماعيل وعلي أرض مصر ولد نبي الله موسي وشقيقه هارون من أم مصرية وجعل الله آسيا زوجة فرعون - وهي مصرية - إحدي السيدات الأربع المبشرات بالجنة. وجاء إلي مصر نبي الله يعقوب وأولاده الأحد عشر المعروفين بالأسباط وذلك بعد أن مكن الله ليوسف عليه السلام في مصر خلال حكم الهكسوس وعاش بنو إسرائيل "يعقوب" في أرض محافظة الشرقية الآن نحو 600 سنة إلي أن خرج بهم سيدنا موسي إلي سيناء وبعد سنوات التيه دخل بهم بوشع بن نون إلي أرض فلسطين وعلي أرض مصر تجلي الحق سبحانه وتعالي وكلم موسي تكليماً.. وقدم إليها نبي الله المسيح عيسي ابن مريم مع أمه البتول وكان طفلاً هربا من الأمبراطور الروماني هيرودس ومن مصر أهدي المقوقس مارية القبطية للرسول محمد عليه الصلاة والسلام فتزوجها وانجب منها إبراهيم وهكذا كانت مصر دائماً مأمن الرسل والأنبياء من كيد الأشرار إليها كانت تهفو القلوب بوحي من الله إن دولة بهذا التاريخ الضخم لابد أن الله حاميها وستبقي هذه الأرض الطيبة في حماية بقوة شعبها وجيشها إلي قيام الساعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف