احمد الشامى
"سيناء"..من الإرهاب إلي التنمية
لم تكن العملية العسكرية "سيناء 2018" التي ينفذها الجيش والشرطة ضد المرتزقة من بائعي الأوطان في سيناء. والصحراء الغربية. والدلتا مجرد نزهة بل إنهما واجها أعتي التنظيمات المسلحة في العالم. وهي الجماعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" القادمة من ليبيا عبر الصحراء الغربية. وحركة"حسم الاخوانية" في منطقة الدلتا. وتنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء. بصدر مفتوح يحمل الجنود أرواحهم علي أكفهم فداء لوطنهم لا يهابون الموت من أجل الحفاظ علي الدولة التي تواجه معركة وجود. فضلاً عن أن هذه الحرب تهدف أيضاً إلي استقرار مصر ومؤسساتها لتصبح أكثر قدرة علي مواجهة التحديات التي تواجهها من الداخل والخارج بعد ثورتين هزتا أركانها وهدمتا بنيانها وجعلتها مطمعاً للمرتزقة الغازين. خصوصاً أن القوات المسلحة استخدمت أحدث الأسلحة في حربها المقدسة فأصبحت كل الدول تقدر قوتها العسكرية ونفوذها في منطقة شرق المتوسط.
وليس غريباً علي أحد أن عدد الشهداء والمصابين من الجيش والشرطة والمواطنين خلال معركة الارهاب منذ 25 يناير حتي الاّن . كبير جداً يقترب من الأعداد التي خاضتها مصر خلال أي حرب خلال السنوات الماضية . وهو ما يوضح حجم التخطيط والطمع الذي تعرضت له مصر خلال السنوات الماضية من جانب تنظيم الاخوان الذي كان بمثابة أداة في يد دول كبري ومخابرات عالمية لتحويل وطننا إلي إمارة إخوانية يحكمها حفنة من التكفيريين. لكن الاّن وبعد أن تهدأ الحرب علي الارهاب باستخدام القوة الغاشمة. ستبدأ معركة أهم وهي تنمية شبة الجزيرة حيث تصل قيمة المشروعات التي تقام بها حالياً إلي 250 مليار جنيه.
أري أنه من الضروري في الوقت الحالي تقسيم شبه الجزيرة إلي أربع محافظات. إذ يتعين إضافة محافظتين جديدتين إحداهما في وسط سيناء والثانية في الشرق. إذ تبلغ مساحتها 20% من مساحة مصر وبها خيرات كثيرة يمكن الاستفادة منها وتسكين ملايين الشباب بها وإقامة مشروعات لهم هناك خصوصاً بعد افتتاح الأنفاق التي يتم العمل بها حالياً لربط الشرق بالغرب إذ ستكون جاهزة في 30 يونيو المقبل وبعدها لن يتجاوز العبورإلي شبه الجزيرة 6 دقائق فقط فضلاً عن الكباري العائمة التي ستقلل زمن قطع المسافة إلي 3 دقائق بدلا من 3 ساعات.
وأقول لكم. إن مصر الكبيرة لا تعتدي علي أحد وحريصة علي إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم لكنها لا تقبل المساس بكرامتها. ولذا تجئ حربها علي الإرهاب لحماية أمنها والعالم كله من الأشرار ولا تتوقف قبل أن تتحول سيناء إلي مقبرة للغازين ووطن للمصريين الذين ستكون وجهتهم الإقامة فيها لتحويل الصحراء إلي جنة خضراء لكل أبناء دولتنا الناهضة.