الجمهورية
سعيد عبدالسلام
الزمالك يمرض ولا يموت
هكذا الكبار في كل مجال قد ينال منهم الزمن بعض الوقت ويتأثرون بعوامل التعرية لكنهم في الآخر يمتلكون قوة نفض الغبار والعودة إلي مراحل التألق واللمعان.
** هكذا هو فريق الزمالك الذي نجح في آخر أربع مباريات في استحضار روح الفريق وتاريخه وإنجازاته عبر الخبرات المتراكمة وثقافة الفوز التي تتغلغل في النفوس رضيت أم أبيت. فبدأت رائحة الدوري تفوح بشكل أفضل خاصة في المنافسة علي المركز الثاني الذي يشهد زحاماً ثلاثياً بين الإسماعيلي والزمالك والمصري.
** وهو أمر يبعث علي الارتياح لأن جمال الدوري وحلاوته يكمن في شدة المنافسة واستمرارها وظهور نجوم جدد وتباري المدربين علي تطوير خطط اللعب.. لأن كل هذه الأمور من المفترض أن تصب في صالح المنتخب الوطني الذي هو الغاية والهدف.
** وعندما نعود إلي الزمالك نستطيع القول بكل ثقة إن كلمة السر تكمن في الاستقرار الذي عاد إلي الفريق وزيادة مساحة الخصوصية التي تجمع بين المدرب واللاعبين وترك الفريق في حاله بعيداً عن التدخل في شئونه.
** كل هذه الأمور دفعت الجميع إلي زيادة التركيز التي صاحبها عودة الروح والرغبة في نسيان الماضي القريب وفتح صفحة جديدة مع المباريات.. لذلك لم يكن غريباً أن ينجح الزمالك في تحقيق أربعة انتصارات متتالية والأهم فيها أن منحني أداء الفريق كان يسير بشكل تصاعدي ووصل لأفضل حالاته أمام بتروجت أول أمس.
** فالاستقرار أحد الأركان الأساسية في نجاح أي عمل.. لذلك نجد الأندية الأوروبية تبذل جهوداً كبيرة في مرحلة الاختيار ويعقبها منح المدرب كل الصلاحيات ويبقي الجانب الثالث في الصبر علي المدرب لأبعد مدي حتي لو صادفه سوء حظ عاثر في النتائج.
** فالعمل الإداري لا يبني علي العشوائية أو المجاملات أو "الودية" وتحركها ما بين الارتفاع والهبوط.. لكنه يبني العلم الحديث لفن الإدارة والتنظيم بالاضافة إلي المتابعة المستمرة ومعها التقييم.
** لم أتحدث في السطور الماضية عن المركز الأول الذي يتربع عليه الأهلي بجدارة وبفارق كبير من النقاط عن أقرب ملاحقيه.. فالأهلي يخوض اللقاءات بجدية كبيرة ساعياً إلي حسم اللقب مبكراً حتي يبتعد عن أي محاولات لاهتزاز عرشه خاصة أن كرة القدم مجنونة تعشق المفاجآت في غالب الأمر.
** وتبقي المنطقة الخطيرة وما يحيطها من أمور تهدد حوالي 6 فرق في مقدمتهم النصر والرجاء وطنطا ووادي دجلة وسيد البلد والمقاصة.. والغريب في هذا المعترك يكمن في دخول ثلاث فرق كبار هم الاتحاد ودجلة والمقاصة بعد أن كانوا ملء السمع والبصر خلال المواسم السابقة.. لكنها كرة القدم!!
** عموماً كل ما يهمنا هو زيادة ارتفاع درجة حرارة الدوري خلال الأسابيع القادمة بشكل إيجابي يصب في صالح المنتخب الوطني ويفتح المزيد من الفرص أمام كوبر وجهازه لضم وجوه جدد تستحق تمثيل مصر في مونديال روسيا 2018.
** وأيضا أن يخدم الأندية في زيادة الجوانب الفنية.. ودعونا هنا أن نشكر اتحاد الكرة ولجنة المسابقات علي تحديد 25 لاعباً لقائمة كل فريق وهو الأمر الذي نادينا به مرات عديدة لأنه يصب في صالح جميع الأندية ويمنع الكبار وأصحاب النفوذ والميزانيات الضخمة من السيطرة علي سوق اللاعبين.. وهنا يعود التوازن إلي أغلب الأندية وتزداد المنافسة شراسة ونبتعد عن حسم اللقب مبكراً وحجز الدرع لناد بعينه!!
والله من وراء القصد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف