المساء
خالد امام
وماذا بعد ؟؟ - لن تطأوها أبداً..!!!
أمريكا لديها اصرار غريب ومُريب علي وضع اقدامها عسكرياً في سيناء علي وجه الخصوص.. وكل فترة تتحفنا بعرض تطلب فيه المشاركة في حربنا ضد الارهاب.. ولأن القيادة السياسية "صاحبة العقلية العسكرية والمخابراتية الفذة" تدرك تماماً معني ومغزي واسباب ونتائج هذه العروض فانها تعتذر بشياكة وادب وتشكر واشنطن مؤكدة لمبعوثيها الواحد تلو الآخر ان الجيش المصري قادر علي دحر الارهاب بمفرده .
في البداية اطلقت واشنطن العديد من التصريحات الودودة تؤكد فيها وقوفها مع مصر في حربها ضد الارهاب "نيابة عن العالم كله".. والجملة الأخيرة مع انها حقيقة لكنها هنا مقصودة وتمهد لما هو آت .
ولأننا "نحارب نيابة عن العالم كله" فلا مانع- من وجهة نظر امريكا- ان تتعاون معنا علي ارض المعركة.. حيث عرضت علي مصر تدريب ضباطنا وجنودنا في سيناء علي محاربة الارهاب استناداً لخبراتها في ذلك .
الذي اعرفه ويعرفه الملايين غيري ان امريكا بلا خبرات اصلاً في محاربة الارهاب.. وان خبرتها الوحيدة البارعة فيها بحق هي صناعة التنظيمات الارهابية "القاعدة ثم داعش" ودعمها بفلوس المختلين عقلياً امثال تميم ابن موزه .
كان طبيعياً ان نرفض العرض جملة وتفصيلاً فرجالنا الأبطال ليسوا في حاجة اصلاً الي من يعلمهم كيف يدافعون عن وطنهم.. وبالطبع غضبت امريكا لأنها لم تنجح في تحقيق مرادها وهو وضع اقدامها في سيناء لتحويلها الي موصل أو رقة أو حلب جديدة..!!!
ومرت الأيام ودارت الأيام علي رأي كوكب الشرق ونحن نحارب الارهاب بمفردنا وبجسارة.. ولم يشفع لنا اننا نحاربه نيابة عن العالم كله - باعترافهم واعترافنا - حيث اعدت مؤامرة قذرة من الدول الصانعة والداعمة والراعية للارهاب في العالم لنقل الدواعش من الرقة السورية الي ليبيا وسيناء عبر " الحدود الدولية ".. فكان تكليف الرئيس السيسي في نوفمبر الماضي الي رئيس الأركان بتطهير سيناء وكل ارض مصر من الارهاب وبالقوة الغاشمة خلال 3 شهور.. وقد جاء التكليف بعد معلومات مخابراتية مؤكدة بصفقة نقل الدواعش قبل ان تبدأ بأيام قليلة وقبل ان يكشف عنها "اردخان" تركيا.. وحينما تأكدنا من وصول بعضهم بالفعل عبر "الحدود الدولية" الي سيناء انطلقت الحرب الشاملة فجر الجمعة قبل الماضية.. وهنا استشاطت "دول الارهاب" واصبحت "لا علي حامي ولا علي بارد" كما يقولون لأن النتائج كانت مبهرة وفاضحة لهذه الدول ولأجهزة مخابراتها .
الآن.. خرج علينا الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكي بتصريحات عبر احدي الفضائيات المصرية يقول "ان العملية العسكرية في سيناء مهمة جداً لمواجهة هذا التحدي ولضمان الأمن للشعب المصري".. شكراً ياجنرال.. نحن نعرف هذا.. ثم اردف وهو الأهم ومربط الفرس اصراراً علي وضع اقدامهم في سيناء "ان امريكا مستعدة لمساعدة مصر في محاربة الارهاب من خلال المشاركة بالخبرات السابقة في مكافحة الارهاب"..!!!
نقولها تاني ياجنرال لأن التكرار يعلم "الشطار".. ان خبراتكم ليست في مكافحة الارهاب بل صناعته ودعمه ورعايته واخراج مقاتليه خروجاً آمناً ونشرهم ثانية في ليبيا وسيناءودول اخري مثلما حدث بعد صفقة "الرقة السورية" لاقتطاع جزء من سيناء خاصة بعد قرار ترامب بأن القدس عاصمة اسرائيل.. رجالنا قادرون علي الحرب بمفردهم وبخبرات "حقيقية" في ذلك .
لقد كنت اتمني ان يجيب الجنرال الأمريكي اولاً علي اسئلة سامح شكري وزير الخارجية التي واجه بها ممثلي امريكا واسرائيل وتركيا وقطر وايران من وزراء ومندوبي مخابرات لهذه الدول خلال مؤتمر ميونيخ للأمن قبل ايام وهي :
1 - كيف تواجد مقاتلون اجانب محترفون في صفوف داعش..؟؟
2 - كيف تم نقلهم من الرقة السورية الي سيناء وليبيا عبر "الحدود الدولية" حيث قتلت وضبطت قواتنا خلال حربها الشاملة العديد منهم..؟؟
3 - كيف وصلت الي هؤلاء الدواعش مادة "سي- 4" حيث ضبطت قواتنا كميات ضخمة منها بتغليف المصنع.. والمعروف ان هذه المادة تخرج من المصانع ويتم رصد تحركاتها بالأقمار الصناعية حتي تُشحن وتصل الي من هو مسموح له بشرائها..؟؟
هذه الأسئلة التي طرحها الوزير سامح شكري وجدت "صمت القبور" ممن وُجهت اليهم.. وكنت اتمني ان يجيب عليها الجنرال فوتيل قبل ان يعرض علينا المساعدة الميدانية.. ويقيني ان نفس الأسئلة تم طرحها عليه خلال لقاءاته بالقاهرة ولا اعتقد انه رد عليها..!!!
اقول للأمريكان.. تكفينا جداً مناورات "النجم الساطع" مثل مناورات كثيرة مع دول عديدة.. وانصحكم بأن تنسوا فكرة وضع اقدامكم علي ارض مصر عامة وسيناء خاصة.. لن تطأوها ابداً مهما عانينا.. والحمد لله اننا لا نعاني بل ان جندنا هم الغالبون .
حفظ الله مصر.. وتحيا مصر وطناً وشعباً وقيادة وجيشاً وشرطة.. والمجد لشهدائنا من المسلمين والأقباط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف