سمير عبد العظيم
أزمة بدون لزمة حول تطوير مسابقات الدوري
حالة من الغليان يشهدها هذه الأيام الوسط الكروي خاصة في القسم الثاني بمجموعاته الثلاث وأنديته الثمانية والأربعين بسبب مقترح ودراسة لاتحاد الكرة المنظم والمسئول عن إدارة اللعبة وإعداد لوائحها بتطبيق نظام الاحتراف علي بعض فرق الدرجة الثانية وتشكيل مجموعة خاصة به كنوع من تطوير المسابقة لتخدم جموع المشاركين وتسويق البطولة فضائياً وإيجاد داعم يساعد أنديتها لتوفير المال اللازم.
وما دفع اتحاد الكرة إلي إدخال الاحتراف لهذه المسابقة هو المستوي المتميز الذي ظهر في مباريات ومنافسات هذا القسم خلال المواسم الأخيرة حتي باتت فرق هذا القسم تنافس أندية الممتاز بالعروض والنتائج الإيجابية خاصة في مسابقة كأس مصر.
ولعل الذين يتابعون تاريخ كرة القدم في مصر منذ دخولها في ختام القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1882 مع بداية الاحتلال الانجليزي ومشوار اللعبة مع أول بطولة تشارك فيها الأندية وهي الكأس السلطاني وحتي الدوري العام عام 1948 مروراً بمسابقات محدودة بين المناطق يرون أنها لم يحدث علي هذه المسابقة أي تطوير جوهري يفيد الفرق واللعبة اللهم إلا اللجوء لدوري المجموعتين لمواجهة زيادة عدد الفرق الذي أضر أكثر مما أفاد أو زيادة أو تقليل لعدد في المجموعة الواحدة وهو ما أخر وصول المنتخب إلي كأس العالم ما يقرب من ثلاثين عاماً.
كل ذلك مع زيادة الأعباء المالية علي الفرق خاصة بعد زيادة الأعداد وإدخال أقسام جديدة للمسابقة مثل الثاني والثالث والرابع مع اختفاء فرق عريقة سبق لها الفوز بدرع الدوري وكأس مصر ولأكثر من مرة ومازالت تعاني وتكافح في القسم الثاني.
لذا رأي اتحاد الكرة إيجاد وسيلة جديدة للمساهمة في رفع الأعباء المالية علي الأندية مع مزيد من الاهتمام في إيجاد وسيلة لإنعاش هذه الأندية بإدخال نظام الاحتراف في صورة دوري المحترفين وفتح باب البيع والشراء والاستبدال والإعارة لدعم الأندية وفتح مجال النقل التليفزيوني مثلما يحدث في الممتاز تماماً.. كما يري الاتحاد أن فتح مجال الاحتراف سوف يفيد اللعبة كلها ويزيد من انتشارها.
وتقول الدراسة إن ذلك سوف يتم بتكوين مجموعة جديدة يطلق عليها الممتاز "ب" توازي الممتاز "أ" الذي يضم الأندية الكبري وأتصوره أن يستمر علي ما هو عليه في نظام الصعود والهبوط ويكون تكوين الممتاز "ب" من أوائل المجموعات الثلاث وأتصوره يتكون من الهابطين من الممتاز "أ" الثلاثة مع إضافة الفرق الخمسة الأولي من المجموعات الثلاث ليشكلوا "15 فريقاً" ليصبح المجموع 18 فريقاً يمثلون الممتاز "ب" وأتصور تطبيقه من الموسم المقبل نظراً لأن الفرق رتبت نفسها ومكانتها في كل مجموعة هذا الموسم حيث إن تشكيل مجموعة هذا الدوري الجديد يتم بكل حيادية وفقاً لترتيب ومكانة كل فريق من خلال مجموعته دون أي تدخل ويتم بعد ذلك تشكيل القسم الثاني والثالث من باقي أندية القسمين ومعهم الرابع بفتح المجال لدخول فرق جديدة تحلم بالانضمام لمسابقات اتحاد الكرة الرسمية بعد ترقية الموجودين حالياً إلي القسم الثالث.
ولعل هذا التقسيم وتكوين مجموعة ممتاز "ب" سوف يفتح مجالاً كبيراً لاتساع رقعة اللعبة ويزيد المنافسة وكثرة الفوائد للأندية وفرقها ولاعبيها لتواكب به الكرة المصرية ما يحدث حولنا في العالم الخارجي عربياً وأوروبيا كما يفتح المجال لظهور مواهب جديدة تخدم الأندية وأيضاً المنتخبات الوطنية.. مع دخول فرق جديدة تمني النفس للمشاركة في اللعبة بصفة رسمية.. وهو ما أراه أنه لا داعي مطلقاً للاستماع للأصوات الهدامة التي تحارب التطوير وسعيدة بوقوف اللعبة محلك سر لمصالح خاصة لتستمر في المجال بالنظر لنصف الكوب الممتلئ فقط علي عكس ما يراه خبراء الإصلاح والتطوير في اتحاد الكرة بعد أن باتت اللعبة سلعة استثمارية هائلة تفيد جميع الأطراف وتزيد متعة المشاهدين مما يؤكد أن ما يحدث حالياً هو أزمة بدون لزمة.