المصريون دائماً لهم دور في إعمار الدول الشقيقة، وعلي رأسها العراق، وقد كان المصريون قبل غزو الكويت بالملايين في العراق يشاركون في إدارة عجلة الإنتاج، خصوصاً أثناء الحرب العراقية الإيرانية، واليوم، بعد مؤتمر إعمار العراق الذي انعقد مؤخراً في الكويت، ووعدت الدول المشاركة خلاله بتقديم ثلاثين مليار دولار لهذا الغرض، أري أن العراق في حاجة لمصر والمصريين أكثر من أي وقت مضي.
مصر تستطيع أن تقدم الكثير لإعمار العراق، وعلي سبيل المثال فلدينا مصانع أسمنت عملاقة، ومصانع حديد هائلة، يمكنها أن تسد الجزء الأكبر من احتياجات العراق، لذا أرجو أن يتحرك منتجو الأسمنت والحديد بسرعة إلي السوق العراقية، ويفتحوا مكاتب في المدن، ويبحثوا عن وكلاء لهم في كل مكان، ويدرسوا أنسب الطرق لنقل المنتجات وتوصيلها بأرخص الأسعار، لأنهم سيكونون طرفاً في منافسة دولية شرسة.
ويرتبط الإعمار بمجموعة صناعات أخري مثل أسلاك الكهرباء، والسيراميك، وأدوات الصرف الصحي، وكالونات الأبواب، والمقابض، وما شابه، وعلينا أن نهتم بكل هذا منذ الآن. ولننتبه، لأن الصين ستحاول القفز إلي هناك، والمعروف أن الصين تحرق الأسعار لتكسب السوق، وعلينا أن نكون مستعدين للمواجهة. كما أن إيران لن تقف للفرجة، وسيحاول كل بلد منتج لسلعة أن يبحث له عن مكان في هذه السوق، فهل سنترك هذه السوق للآخرين ونقف لنتفرج؟
إن المستقبل يحمل مؤشرات علي ضرورة أن تزيد مصر إنتاجها من الأسمنت والحديد بالتحديد والسلع الأخري المرتبطة بالإعمار، لأن الدول الشقيقة التي تتعافي الآن من تبعات الخريف العربي، لن تلبث أن تحتاج لهذه المنتجات.
لا بد أن ندرس أيضاً احتياج هذه الدول من العمالة الفنية، مثل حدادي المسلح، ونجاري المسلح، والكهربائية، والمختصين بأعمال السباكة والسيراميك وغيرها، وأن نستعد بتجهيز هذه العمالة من خلال مراكز التدريب، خصوصاً أن مصر تمر بمرحلة تشييد هائلة في عصر السيسي. وحبذا لو أن الشركات الكبري مثل المقاولون العرب وأوراسكوم وغيرها اهتمت بالتواجد هناك، وحبذا لو ذهب المقاولون الصغار إلي هناك بدعم من الدولة، لأن الإعمار لا يحتاج لشركات عملاقة فقط، بل يحتاج كثيراً للمقاولين الصغار.
أرجو أن يشكل مجلس الوزراء مجموعة عمل فوراً لدراسة الأمر، في العراق وليبيا واليمن تحديداً، وأن تكون نتائج هذه الدراسة موضع اهتمام وتنفيذ لصالح الدول الشقيقة، ولصالح الاقتصاد المصري.