جلاء جاب اللة
الحقائق الضائعة في الغاز الإسرائيلي !
ثلاث حقائق ضاعت وسط الحديث عن صفقة الغاز الإسرائيلي التي تباهي بها رئيس وزراء الصهاينة وقال انه يوم عيد لإسرائيل أن تشتري مصر غازاً منها في 10 سنوات مقابل 15 مليار دولار.
الحقيقة الأولي: لماذا احتفل نتنياهو بهذا الاتفاق بينما نحن صامتون؟ وعندما تحدث البعض كان وكأنه يدافع عن مصر ويبرر خطأ أو ينفي اتهاما؟
الحقيقة هنا ذات شقين الأول يتعلق برئيس وزراء الصهاينة والثاني يتعلق بالجانب المصري وبينهما حقيقة ما حدث!!
نتنياهو كما هو معلوم للجميع متهم في إسرائيل ومطالب بالاستقالة وهناك هجوم إعلامي سياسي ضده هناك فأراد أن يظهر كبطل ليبتعد عن أزمته قليلاً وليشغل الرأي العام الداخلي والخارجي بقضية حتي لو كانت وهمية.. وقد نجح في ذلك بالفعل حيث اصطاد البعض خاصة الكارهين لمصر في ماء تصريحاته العكر وسبحوا بخيالهم المريض ضد مصر.. وهذا أحد أهداف نتنياهو فهو داخلياً يريد أن يشغل الرأي العام بقضية بعيداً عن الاتهامات الموجهة إليه.. وخارجياً يريد أن يوجه اتهامات لمصر وحكومتها.. وقد حقق هدفه!!!
من جانب مصر- كالعادة- تأخرنا في الإعلان عن الاتفاق ولسان حالنا يقول: كفي بحسن النية وحسن الهدف والمقصد رداً وإعلاناً وهذا خطأ لأنه كان من الأجدي أن تخرج الجهات المختصة بالاتفاق لتعلن عنه خاصة أنها تعرف أن الطرف الثاني وهو إسرائيل مازال هو العدو للشعب المصري.. وبرغم الاتفاقية معه إلا أن هناك حساسية شعبية ضد الصهاينة ففي كل بيت أسرة شهيد في حروبنا معهم!!!
الأخطر أن بعض المتطوعين للرد كانوا بلا معلومة فبدت ردودهم ضعيفة ومردوداً عليها بل أن الرد الرسمي لوزارة البترول يوم الاثنين الماضي كان ضعيفا علي عكس الرد يوم الثلاثاء الماضي في نفس المصدر.. وهو ما يعكس أننا مازلنا نعاني من ضعف الآلة الإعلامية التي لم تتواكب بعد مع الإنجازات ولم تصل بعد إلي درجة التميز التي تعيشها مشروعاتنا وإنجازاتنا.
الحقيقة الثانية هي ما يتعلق بالاتفاقية ذاتها حيث بدت وكأن مصر الرسمية اتفقت مع إسرائيل لشراء الغاز وتدفع فيه 15 مليار دولار في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بالإعلان عن إنتاج الغاز من حقل ظهر وأيضا نوري وآتول وأننا بهذا الإنتاج حققنا الاكتفاء الذاتي فأين هي الحقيقة؟
الحقيقة أن كل ما أعلنته مصر عن الغاز في حقل ظهر كان صحيحاً 100% وأن الخطة المصرية تقضي بأن يتم استغلال هذا الغاز في تشغيل محطات الكهرباء الثلاثة التي انشأتها شركة سيمنس ويتم تشغيلها هذا العام لتحقق مصر ولأول مرة فائضا في الطاقة والكهرباء والحقيقة أيضا أن إسرائيل بعد اكتشاف حقل ليفياتان عام 2010 سيصبح لديها فائض من الغاز ومن المتوقع ان تصدر 9 مليارات متر مكعب سنويا من الخام لأنه لا يوجد لديها مصانع لتسييل الغاز لأنه أيضا لا يوجد لديها خطوط أنابيب لتصدير الغاز إلي أوروبا لذلك وقعت إسرائيل مذكرة تفاهم لامرار الغاز إلي قبرص ومنها إلي أوروبا بتكلفة عالية جداً أو سنوات عمل طويلة.
في المقابل فإن في مصر مصنعين لتسييل الغاز أحدهما في دمياط والآخر في إدكو وهي شراكة مصرية- أوروبية وأقيم المصنعان قبل 2010.. وفي أغسطس الماضي صدر في مصر قانون باسم "قانون تنظيم أنشطة سوق الغاز" وينظم كل الأنشطة المتعلقة بالغاز ومراقبتها بما يحقق توافر الغاز وتسهيل الغاز للغير وضمان جودة الخدمات وحماية حقوق المستهلكين مما يجعل مصر مركزاً إقليمياً للغاز ويعطي لشركات الغاز الحق في الاستيراد من الخارج وتسييل الغاز.. وهو ما يعني أولاً وأخيراً أن مصر طبقا لهذا النشاط الذي بدأ فعلاً وطبقا لما هو متوقع ستكون أكبر مستودع للطاقة في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط لذلك عقدت إسرائيل اتفاقاً مع شركة "دولفينوس" وهي شركة خاصة مملوكة لرجال أعمال حكوميين لكن بالطبع فإن نشاطها يخضع لقانون الغاز الجديد الذي يجبرها علي عرض الاتفاق علي وزارة البترول التي من حقها رفض أو قبول الاتفاق..!!
وهو ما كان يجب ان تعلنه وزارة البترول في حينه خاصة أن الطرف الثاني هو إسرائيل بما تحمله من حساسية مفرطة لدي الانسان المصري!!
المهم ان المتابعة لردود الفعل في هذه القضية توضح أن الحقيقة الثانية هي ان مصر ستستفيد مادياً من تسييل الغاز سواء صدرته بعد ذلك باسم الشركة المصرية المتعاقدة أو حتي صدرته إسرائيل نفسها وهو نفس الاتفاق مع قبرص أو مع غيرها لاحقاً..!!
الحقيقة الثالثة: لماذا الآن بالذات.. أو بالأدق التوقيت هل كان مقصودا؟ وما هو الدرس الذي يجب أن نخرج به؟
نعم التوقيت كان مقصوداً جداً سواء من نتنياهو الذي أخرج الاتفاق وكأنه عيد- علي حد تعبيره- وقال الاتفاق يقضي بتصدير الغاز إلي مصر ولم يشر لشركة مصرية خاصة وليست مملوكة للدولة وهي طريقة إسرائيلية ليست جديدة في محاولات لاظهار أن هناك تطبيعاً مصرياً- إسرائيلياً برغم ان الرفض الشعبي مازال قائماً.. وبرغم أن مصر مازالت تعلن كل يوم موقفها الرافض لسياسة إسرائيل الاستعمارية.
الدرس الذي نخرج به من هذه الحقائق الثلاثة أن مصر تسير بقوة وتخطو خطواتها الواثقة نحو رفع مستوي المعيشة للمواطن ورفع المستوي الاقتصادي للدولة في نفس الوقت الذي تحارب فيه في جبهتين هما الحرب ضد الإرهاب.. ومعركة البناء والتنمية ويجب علينا الحذر في كل خطوة لأن أعداء الخارج وأعداء الداخل يتربصون بنا في كل خطوة.. وعلي الإعلام الرسمي وغير الرسمي.. أن يحذر من ردود الفعل غير المدروسة وغير المنطقية.. بل ويجب أن يكون إعلامنا فاعلاً وليس مجرد رد فعل..!!
وعلينا أن نكون واعين تماماً أننا في حالة حرب.. والحرب ليست مع هؤلاء الدواعش في سيناء والصحراء فقط بل الحرب مع الصهاينة أكبر وهي من تحمي الدواعش وغيرهم.. والصهاينة يصدرون لنا كل يوم معركة جانبية وللأسف هناك من يتلقف تلك الأزمة ليفتعل منها أزمات.. وهناك أخطاء إعلامية عديدة تساعد علي ذلك وتؤثر علي فكر الناس بل الصورة الذهنية لدي البعض حتي أننا قرأنا لبعض الشباب الذين لا نشك في وطنيتهم وحبهم لمصر يتساءلون كيف نحتفل أمس بحقل ظهر ونعلن الاكتفاء الذاتي من الغاز ونعلن اليوم استيراد الغاز.. ومن إسرائيل؟.. وتلك هي الحقيقة الضائعة!!
نصيحة بيل جيتس للشباب
لأنه بيل جيتس فكلمته اليوم للشباب مهمة جداً ورسالته برغم أنها قيلت قبله عشرات المرات وكان أول من نصح بها حبيبنا المصطفي- صلي الله عليه وسلم- يقول جيتس للشباب: العلم هو أساس أي نجاح والإبداع المبني علي أسس علمية هو الوسيلة للتفوق والتألق..!!
شبابنا أكثر حاجة إلي هذه النصيحة.. لأننا لا نعرف كيف نتعلم وإذا تعلمنا لا نريد إبداعاً.. وقليلون هم من يبدعون عن علم..!!
لقد كانت أولي كلمات الله لحبيبه المصطفي في القرآن الكريم "اقرأ باسم ربك الذي خلق.. خلق الانسان من علق.. اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم".
همس الروح
** عندما تحب بصدق تجد كلماتك وكأنها معزوفة علي أوتار المحبة وغناء من قلب صادق.
** هناك قلوب لا تعوض.. حتي لو ابتعدت كثيراً.. لا يمكن أن نخسرها أبداً.
** "ذكر الله" أجمل كلمات الحب.. وحب الله يعلنه الذكر.
** إذا أحببت حقاً.. يكون الحبيب هو الكلمة.. بل هو الحياة نفسها.
** إذا شعرت بنبض الحب.. كن صادقاً مع نفسك ولا تهرب من الواقع إلي الموت البطئ.